نقد

“السينما حياة” في ولايات تونس

مصطفى الكيلاني

 

حينما كتبنا شعار "السينما حياة"، كان كل جيلنا يثق في أن الكلمتين قد يساهما في تغيير حقيقي داخل مجتمعاتنا، وداخلنا أيضا، فجميعنا قد كتب في بداياته الموضوع المتكرر عن تأثير السينما في تغيير القوانين بمصر، مثل "جعلوني مجرما"، "كلمة شرف"، و"أريد حلا".. وغيرها.

 

نظن أن صناعة سينما حقيقية حتى لو كانت للترفيه فقط، فتلك مساهمة في إحداث تغيير بالمجتمع، وفي قرطاج السينمائي، وسط جمهور عاشق للأفلام، تجد أن لما نراه على الشاشة صدى كبير داخل المتفرجين، وهو ما يمنحنا الأمل في تغيير أكبر.

 

فتح نجيب عياد الباب لكي يكون هناك مساحة للفرجة خارج قاعات شارع الحبيب بورقيبة، تكونت "قرطاج للجهات" قبل توليه إدارة المهرجان، لكنها تحولت في عهده إلى شكل آخر، بنقل المهرجان ككل بعروضه ونجومه  بتقديم أفلام المهرجان في ولايات مختلفة هي بنزرت وجندوبة والمهدية وقفصة.

 

في تلك المرحلة من التوهج التي يعيشها المهرجان في العاصمة، تتوفر لدى أربعة ولايات أخرى فعاليات موازية، تسمح لجمهورها بأن يعيش حالة "مهرجانية" مساوية بقدر ما لما تعيشه تونس العاصمة، ويستمتع بمشاهدات وأفلام وندوات بعد العروض.

 

وتعيدني تلك الأفكار الرائعة، لمشروع أقدم وأهم، هو نوادي السينما، التي صنعت غالبية السينمائيين التونسيين الكبار، ومعظمهم خرجوا من نوادي سينما في الولايات المختلفة، يتم عرض مشروعاتهم في مهرجان قليبية لأفلام الهواة، والآن بعد تقلص ميزانية تلك النوادي، ومرورها بأزمات حقيقية بعد الثورة، وجب أن يكون هناك صياغة جديدة لإحياء السينما في المدن التونسية المختلفة.

 

أتمنى من كل قلبي أن تعود "السينما حياة" في كل جهات الوطن العربي، فهي حائط الصد الأكبر أمام الرجعية وقوى العودة للجاهلية، وتفتح باب حياة جديدة في المناطق المحرومة والفقيرة.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى