رأي

بعد نجاته من الموت.. الــ”خان” الذي لم يأخذ حقه في السينما الهندية 

مروة دسوقي 

ينحدر سيف (المولود في منتصف شهر أغسطس عام 1970- نيودلهي/الهند) من أصول ملكية ترجع لأسرة باتودي الحاكمة في ولاية هاريانا الهندية من ناحية الأب قائد فريق الكريكيت الوطني الهندي الأسبق “منصور علي خان باتودي”.. وإلى مجتمع البراهمة النبيل في إقليم البنغال من ناحية الأم نجمة السينما الهندية “شارميلا طاغور” التي تعتبر حفيدة الغوروديڤ رابندراناث طاغور.

سيف علي خان في مرحلة الشباب
سيف علي خان في مرحلة الشباب

إذن فهو بالإضافة إلى عمله في مجال التمثيل وإنتاج الأفلام الهندية، يعتبر سيف “النَواب العاشر” لباتودي، والوريث الحالي لإرث العائلة العريق الذي يمتد لأجيال -لدى سيف أختان شقيقتان أصغر منه سنًا (مصممة المجوهرات صبا علي خان وممثلة السينما الهندية سهى علي خان) – فقط.. لكن هذا الدرب لم يكُن مُعبَّدًا بالزهور كما تظن!

حيث كان منصور علي خان باتودي (والد سيف) ابن آخر نَواب حاكم لولاية باتودي الأميرية أثناء الحكم البريطاني للهند، وحين تمت التسوية بعد الاستقلال حصلت جميع الأسر الحاكمة على محفظة خاصة من الحكومة الهندية، وبالتالي كان مسموحًا له باستخدام لقب “نَواب باتودي” حتى عام 1971 حين تم إلغاء الألقاب الملكية.

وبعد وفاة منصور عام 2011 أقيم حفل رمزي في قرية باتودي/هاريانا لتتويج سيف باعتباره “النَواب العاشر”، هذا الحفل تم إرضاءً لمشاعر القرويين البسطاء واستمرارًا للتقاليد العائلية بأن يصبح هناك رئيسًا لهم، يسكن قصر باتودي المهيب الذي تبلغ قيمته 800 كرور روبية (الكرور الواحد يساوي عشرة مليون روبية هندية). 

سيف علي خان وزوجته الثانية كارينا كاپور
سيف علي خان وزوجته الثانية كارينا كاپور

ومن ناحية أخرى فالخلفية الثقافية والدينية لطبقة البراهمة النبيلة في إقليم البنغال -المجتمع الأكثر وعيًا وثقافة وقوة في الهند- حيث جاءت الأم شارميلا طاغور من عائلة لها تاريخ وصلة بعوالم الثقافة والأدب والسياسة والدين، وهنا لا نقصد ارتباطها برابندراناث طاغور فقط، وإنما بالإرث الحقيقي لآل طاغور بداية من حركة البراهمو-ساماچ -التي كانت بمثابة ثورة دينية على المجتمع الهندوسي- قبل قرون وحتى الآن.

كل هذا الثقل الثقافي والتاريخي -أحيانًا- يُصبح عبئًا ثقيلًا على الأكتاف يصعب التحرر منه والانطلاق.. و -أحيانًا- يُرشد ويوجه ويُثقل الشخصية بالحكمة الأصيلة.. و -أحيانًا- يكون مزيجًا من كلا الأمرين، وهذا ما أعتقده في حالة سيف علي خان.. وتؤكده زوجته الثانية -نجمة السينما الهندية وسليلة آل كاپور العريقة- “كارينا كاپور” حين تُصرح أن سيف هو آخر الرجال المحترمين الأفذاذ، وأن العقليات الناضجة مثله تكاد تكون انقرضت من هذه الدنيا، فهو الشاب العاقل.. الناضج.. الفيلسوف.. القارئ.. المُثقف الذي لا يُشبه إلا نفسه.

سيف علي خان وزوجته الثانية كارينا كاپور
سيف علي خان وزوجته الثانية كارينا كاپور

لكنه رغم كل هذا لا يُقارن بالخانات الثلاثة الكبار (شاه روخ خان – عامر خان – سلمان خان) ولا يُعتبر واحدًا منهم، فلا هو يحصل على المشاريع الضخمة ولا هو يُحقق النجاح المُستدام لعقود كبطل أول، بل والأكثر من ذلك أنه قبل بأداء الأدوار الثانوية في العديد من الأفلام، وهذا شيء لم يفعله الخانات الثلاثة حتى الآن -وهم الآن على أعتاب الستين من عُمرهم- لكن الأكيد أن سيف برع في كل دور قبل به، وكمحبي للسينما الهندية نُرشح لكم:

Parineeta – Omkara – Kurbaan – Laal Kaptaan – Cocktail – Love Aaj Kal – Rangoon – 

Dil Chahta Hai – Kal Ho Naa Ho – Salaam Namaste  

للتعرف على موهبة النَواب الحقيقية.. الذي اعتبرناه رمزيًا “الخان الرابع”.

سيف علي خان من فيلم Rangoon
سيف علي خان من فيلم Rangoon

قبل أيام، تعرض منزل النجم الهندي “سيف علي خان” -حيث يسكن هو وزوجته “كارينا كاپور” وولديهما “تيمور – چهانجير” لأجل العمل في حي باندرا الراقي في مومباي (العاصمة المالية والترفيهية للهند) لحادث سطو مُسلح، وأثناء حماية أسرته وموظفيه تعرض للطعن -ست طعنات خطيرة- من مسافة قريبة في العمود الفقري والعُنق واليد اليسري.. لذا خضع لعدة عمليات جراحية وتجميلية دقيقة على الفور، ووفقًا للبيان الطبي الصادر عن مستشفى ليلافاتي، زال الخطر وهو الآن في مرحلة التعافي.

يُتبع..

سيف علي خان من فيلم Rangoon
سيف علي خان من فيلم Rangoon
سيف علي خان من فيلم Omkara
سيف علي خان من فيلم Omkara
سيف علي خان من فيلم Parineeta
سيف علي خان من فيلم Parineeta
سيف علي خان من فيلم Parineeta
سيف علي خان من فيلم Parineeta

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى