رأي

3 أفلام سورية مستقلة في غوتنبرغ السينمائي

نوار عكاشه

سنوات من البحث والعمل قضاها السينمائيون السوريون المستقلون في صناعة أفلامهم منذ اندلاع الحرب السورية، ليحمل العام الماضي 2018 زخماً في النتاجات والعروض التي استطاعت الوصول إلى أهم وأعرق المهرجانات العالمية وحصد جوائزها.

تستمر تلك الأفلام في الانتشار والمشاركات عربياً ودولياً، ويكسب صناعها المزيد من الاهتمام والتقدير لنتاجهم السينمائي.
وفي موعد جديد لها؛ تشارك 3 أفلام سورية مستقلة في الدورة القادمة (42) لمهرجان غوتنبرغ السينمائي الدولي في السويد (25/1 – 4/2 2019)، المهرجان العريق الذي تأسس عام 1979، ويعد المهرجان الأكبر في الدول الاسكندنافية وشمال أوربا، حيث شهد طيلة أربعة عقود؛ تطوراً وتجدداً لأفكار سينمائية طليعية تناغمت مع محيطه الاسكندنافي، كما استقطب في مسابقاته أفلاماً دولية تناسبت مع ثيمات أقسامه، بالإضافة إلى تخصيصه لِجائزته الكبرى (التنين) أكبر قيمة مادية بين جوائز المهرجانات السينمائية على الإطلاق والتي تصل لحوالي 125 ألف دولار أمريكي.

الأفلام السورية المشاركة في الدورة القادمة سبق لها أن حققت حضوراً لافتاً وحصدت الجوائز في كبرى المهرجانات العربية والعالمية، فالفيلم الروائي الطويل «يوم أضعت ظلّي» (2018 ، 94 د)، للمخرجة «سؤدد كعدان» (1979)، حصد جائزة «أسد المستقبل» في عرضه الأول في برنامج "آفاق" ضمن الدورة 75 لمهرجان فينيسيا السينمائي، وهي الجائزة الأهم للسينما السورية حتى الآن، بالإضافة إلى حصده العديد من الجوائز في مشاركاته اللاحقة، الفيلم يحاكي الحرب السورية في عمق أوجاعها الإنسانية، يحكي عن «سنا» التي كل ما ترغب به خلال الشتاء الأكثر برودة وقسوة في سوريا 2012؛ هو أسطوانة غاز كي تستطيع أن تطبخ لابنها البالغ من العمر 9 سنوات، وما بين انقطاع الماء والكهرباء وأزمة الغاز، تصبح الحياة شبه مستحيلة. تخرج باحثة عن مكان تستطيع منه أن تشتري أسطوانة غاز، فتجد نفسها في المنطقة المحاصرة، ولا تستطيع العودة إلى بيتها، وتضيع في رحلة الثلاثة أيام في ضواحي دمشق لتكتشف أن الناس بدأت تفقد ظلالها في الحرب.

أما الروائي الطويل «قماشتي المفضلة» (2018 ، 95 د)، للمخرجة «غايا جيجي» (1979)، عُرِض لأول مرة ضمن المسابقة الرسمية "نظرة ما" في الدورة 71 لمهرجان كان السينمائي، وحقق لاحقاً عروضاً جيدة في أوربا وأمريكا، تدور أحداث الفيلم على خلفية بداية الحراك السوري في دمشق 2011، ويحكي عن «نهلة» الفتاة التي تستعد لزواج مرتب من «سمير» الشاب المقيم في أمريكا، لكنه يختار أختها الصغرى بشكل غير متوقع، مما يشعرها بالضيق والملل، وتسعى لاكتشاف ذاتها والبحث عن شخصيتها في بيت دعارة بِدمشق.

وفي قسم الأفلام الوثائقية؛ يُشارك الوثائقي الطويل «لسه عم تسجل» (2018 ، 120 د)، للمخرجين «غياث أيوب» (1989) و «سعيد البطل» (1988)، حصد 5 جوائز في عرضه الأول في برنامج "أسبوع النقاد" ضمن الدورة 75 لمهرجان فينيسيا السينمائي، وحصل لاحقاً على عدة جوائز في مهرجانات دولية، الفيلم وثائقي عن الحصار في الحرب السورية، يجمع «سعيد» السينمائي الذي يحاول أن يعلّم شباب الغوطة الشرقية قواعد التصوير، ولكنّ الحقيقة التي يواجهونها هناك هي أقسى من أن تخضع لأيّة قاعدة، مع صديقه «ميلاد» على الجانب الآخر من دمشق الخاضعة لسيطرة النظام، أحد طلاب الفنون الجميلة، الذي يقرر أن ينضمّ إلى سعيد في دوما المحاصرة، حيث أنشأا سويّة محطة راديو محليّة واستوديو تسجيل. ظلّت الكاميرا بين أيديهما تصوّر كلّ شيء إلى أن التقطتهما الكاميرا ذات يوم.

تتابع الأفلام الثلاثة والسينما المستقلة السورية عامةً؛ حصد النجاح في عروضها ومشاركاتها، وتحمل الفترة القادمة مواعيد دولية جديدة لها، لتصل القضية السورية بكافة جوانبها وميولها؛ عبر استقلالية السينما إلى كل العالم.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights