نقد

الأقصر الأفريقي.. دورة التحدي

 

المهرجان ينتصر على "كورونا" وضعف الميزانية.. وهذه الأفلام مرشحة لجوائز المسابقات الأربع

 

أسامة عبدالفتاح

 

تُختتم، مساء الخميس، الدورة التاسعة من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، والتي أُقيمت تحت شعار "سينما أفريقية من كل الدنيا"، وتحدت الكثير من الظروف الصعبة لتخرج بصورة مقنعة ومشرفة، أهمها ضعف الميزانية، التي صرح رئيس المهرجان، السيناريست سيد فؤاد، بأنها لا تتجاوز 10% من ميزانيات مهرجانات مثل الجونة والقاهرة.

 

كما تحدى مهرجان الأقصر هذا العام فيروس "كورونا" المستجد، الذي أدى انتشاره في بعض دول العالم إلى تأجيل عدة مهرجانات سينمائية دولية إلى أجل غير مسمى، منها اثنان كان من المقرر إقامتهما في مارس الحالي: الدورة الأولى من مهرجان البحر الأحمر في جدة، التي كان من المقرر إقامتها من 12 إلى 21 مارس، والدورة 26 من مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط، والتي كان من المقرر عقدها من 21 إلى 28 مارس 2020.

 

وكان التحدي مباشرا عندما تم الإعلان، في يوم افتتاح المهرجان وفي مدينة إقامته، عن اكتشاف ١٢ حالة إيجابية حاملة للفيروس، دون ظهور أي أعراض، على متن إحدى البواخر النيلية القادمة من أسوان إلى الأقصر، وعلى الفور وصلت الأخبار إلى إدارة المهرجان وضيوفه، لكنها لم تغير من الأمر شيئا، ولم تؤثر على الافتتاح من قريب أو بعيد، بل لم تتم مناقشة الموضوع أصلا، وأُقيم حفل الافتتاح في موعده بمعبد الأقصر بحضور جميع الضيوف المصريين والأجانب.

 

وتزين الحفل بثلاث رقصات لفرقة رضا المصرية للفنون الشعبية التي احتفل المهرجان بمرور 60 عاما على إنشائها، وكان من بينها بالطبع رقصة "الأقصر بلدنا" الشهيرة. وحملت الدورة التاسعة اسم الفنان الكبير فريد شوقي احتفالا بمئوية ميلاده التي تحل هذا العام (1920 – 1998)، وأصدرت كتاب "وحش الشاشة.. ملحمة السينما المصرية" للناقدة أمل الجمل، كما تم إهداؤها لأسماء كل من الراحلين: المخرج سمير سيف، والمخرج أسامة فوزي، والممثلة عقيلة راتب، والمنتج التونسي أحمد بهاء الدين عطية، والممثل الغيني سوتيجي كوياتيه. وتم تكريم كل من: الممثل جيمي جان لوي من هايتي، والممثلة ميمونة نداي من نيجيريا والسنغال، والممثلين عمرو عبد الجليل ومصطفى شعبان وزينة من مصر.

 

وتقترب عدة أفلام من جوائز "الأقصر الأفريقي"، ومن بينها الفيلم المصري "صندوق الدنيا" للمخرج عماد البهات، الذي عُرض في الافتتاح، وشارك أيضا في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، والفيلم المصري "قابل للكسر"، للمخرج أحمد رشوان، في عرضه العالمي الأول.. وفي هذه المسابقة، يبرز أيضا الفيلم الإثيوبي الجميل "مقيد"، للمخرج موجيس تافيسي، والذي تدور أحداثه، قبل 100 عام، في أجواء أسطورية ساحرة. وهناك بالطبع الفيلم السنغالي "الأطلنطي"، للمخرجة الشابة ماتي ديوب، والذي كان قد فاز بجائزة لجنة التحكيم الكبرى بمهرجان "كان" الماضي.

 

وفي مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة، التي اتسم التنافس فيها بالقوة والندية لتميز معظم الأعمال المشاركة فيها، أرشح الفيلم الأنجولي "خلف خطواتي"، للمخرجين كامي لارا وباولا أجستينيو، والذي يتتبع – بمهارة ولغة سينمائية راقية – مسيرة فرقة أنجولية للرقص الحديث. وهناك الفيلم السنغالي "عندنا كل الوقت"، إخراج كاتي لينا نداي، والذي يدور حول النضال الأسمر للتخلص من الحكم الديكتاتوري، والفيلم التونسي "الرجل الذي أصبح متحفا" للمخرج مروان الطرابلسي.. كما أن هناك فرصا للفيلم المصري "قاهرة السعادة" للمخرجة الشابة ندى إبراهيم.

 

أما في مسابقة الأفلام القصيرة، فبرزت عدة أعمال تستحق اهتمام لجنة التحكيم، منها الجزائري "راستا" للمخرج سمير بن شيخ، والتونسي "انت اشكون" للمخرجة راوية مرموش، والتونسي – الفرنسي "أغنية أحمد" للمخرج فؤاد منصور.. ومن الأفلام التي تقترب بقوة من الجوائز: المصري "حبيب"، إخراج شادي فؤاد، وبطولة سيد رجب وسلوى محمد علي، والذي كان عرضه في الأقصر الأول في مصر بعد أن شارك في مسابقة أيام قرطاج السينمائية في أكتوبر الماضي.

 

وفي المسابقة الرابعة والأخيرة، الدياسبورا، أو الشتات، أرشح الفيلم البرازيلي – النيجيري "صديقي فيلا"، إخراج جويل زيتا أراوخو، والفيلم الجزائري – الفرنسي "بابيشا" للمخرجة مونيا مدور، الذي عُرض في قسم "نظرة ما" بمهرجان "كان" الأخير، والفيلم البرتغالي – الموزمبيقي البديع "قطار الملح والسكر"، للمخرج ليسينيو أزيفيدو، الفائز بالهرم الفضي من مهرجان القاهرة السينمائي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى