رأي

حسن سامي يوسف يتركنا على عتبة الألم

سرى ناصيف

منذ فترة والعالم العربي يعيش بأزمة الحزن والفقد ولكن اليوم يخيم الحزن مضاعفاً بالأوساط الفنية والثقافية برحيل الكاتب حسن سامي يوسف الذي يتفق على حبه الكثير من العرب والسوريين على وجه الخصوص

حسن سامي يوسف الكاتب الذي ولد سنة 1945 في فلسطين ووارى الثرى اليوم في دمشق

أويما 20 - Uima20 | حسن سامي يوسف يتركنا على عتبة الألم

عرفته لأول مرة عبر مسلسل (الندم) الذي يعتبره جمهوره تحفه درامية يستمر نجاحه لهذا اليوم

لأعود بعده لمشاهدة كل ما كتب وكثيرين مثلي من العرب وحتى وصل المغرب العربي وأصبح لهذا الكاتب قاعدة جماهيرية عربية واسعة بسبب ان رواياته تمس قضايا مجتمعنا العربي وتشخص مشاكله من زوايا عبقرية وتتمرد على كل المفاهيم المتوارثة الغير انسانية التي تكاد تخنق مستقبل المواطن العربي البسيط

فعبر ايقونة حدائق الشام يعبر الكاتب بمسلسل (شجرة النارنج) افكاره المتمردة بعبق زهر القداح في وقت صعب كادت الامة العربية المتناحرة بداية التسعينات ان تنسى بوصلتها وقضيتها الاساسية

أويما 20 - Uima20 | حسن سامي يوسف يتركنا على عتبة الألم

وعَبر بالندم الذي وضع فيه كل ما بروحه من قدرة وفلسفة مفهومة للصغير قبل الكبير عن تقدير نعمة الوقت والاسرة والمبادئ والحب في وقت يعيش فيه الانسان تداعيات نتائج الحرب والتغييرات المفاجئة على المجتمع كنتيجة حتمية لقسوة الحروب على البشر

وكان للمرأة نصيب من انتاجه الفكري ومذهل في عمله فأستطاع من خلال نساء صغيرات ان يحدثنا عبر قلب امرأة وترجم لنا واقع النساء بعنوان حنون وسردية سلسة تشد المتابع وكالعادة يعيش العمل في كل وقت في هذا الزمن المليء بالصراعات المجتمعية دون حلول جذرية للأزمات الممتدة منذ زمن

ومن حيث كان وترعرع من حيث قسوة المخيمات والعشوائيات بمدينة دمشق تكلم عن حلاوة التحدي والامل والتمرد على المألوف والمفروض في مسلسل (ايامنا الحلوة)

متحدياً بأبطاله لتحقيق الذات

وفي زمن العار حيث يسكن الانسان معبد مهدم الاركان تقف حجارته على اساس حجارة واحدة وعي تمثل جسد المرأة وتحرسه قوى الهمجية المتخلفة كيف كانت كلماته واعية ولبقة لتعري هذا المعبد وتهدمه من افكار جيل جديد كان يحتاج لهذا النوع من الدراما المثقفة.

عيشنا ابو علي الحب العذري والغفران كرسائل مستمرة لكل زمان ومكان

وكفلسطيني يتيم قادم من النكبة احتضنته دمشق بدفء وحنان عاش حزن مضاعف من بعد الحرب واعتبر ماحل بسوريا من نزوح وهجرة ما هي الا نكبة اخرى لم يتحملها قلبه المكلوم بوطن احبه وعاش في قلبه وبقلبه فكتب لنا الفوضى لنشاهد النكبة في كل زاوية من زوايا المواطن السوري

حسن سامي يوسف الفلسطيني السوري كما يحب ان يعرف تن نفسه رحل جسداً وترك جمهوره على عتبة ألم الفقد

ولكن مثله لا يرحل فكلماته خالده عند جمهوره الكبير وسيبقى أثره مخلداً بالدراما السورية واسم صنع منه أيقونة بالرواية والدراما على حد سواء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى