حقيقة مشاركة فيلم سعودي في مهرجان إسرائيلي
مصطفى الكيلاني
هل من الممكن أن تشارك مخرجة سعودية بفيلم في افتتاح مهرجان إسرائيلي؟
ذلك التساؤل تبادر إلى أذهان الكثيرين، بعد نشر الخبر أمس الإثنين، في كل المواقع العربية، بعدما أعلن الحساب الرسمي للدولة الصهيونية على تويتر أن فيلم المخرجة السعودية هيفاء المنصور "المرشحة المثالية" سيكون فيلم الافتتاح في مهرجان سينما المرأة الإسرائيلي، المقرر إقامته في ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
مهما كان الانفتاح الثقافي الحاصل في المملكة، والذي نشجعه جميعا، لكن لا الواقع الحالي، ولا العداء المتأصل بين العرب وإسرائيل سيسمح بوجود مثل تلك الخطوة الخطرة جدا.
وقال الحساب الرسمي للكيان الصهيوني على تويتر "إسرائيل بالعربية"، إن "فيلم المرشحة المثالية للمخرجة السعودية هيفاء المنصور سيفتتح مهرجان سينما المرأة الإسرائيلي الذي سيقام في مدينة أورشليم القدس في الشهر المقبل".
وأشار حساب إسرائيل بالعربية إلى أن "الفيلم السعودي حاز على جائزة لجنة التحكيم في مهرجان البندقية ويمثّل المملكة العربية السعودية في منافسات جائزة أوسكار".
حاول أويما20 البحث حول ذلك المهرجان، واستعنا بخبرات الناقد السينمائي محمد كمال، وهو في الأصل صحفي خبير في الشؤون الإسرائيلية، وبعد بحث طويل اكتشفنا أن ما يسمى مهرجان سينما المرأة، هو حدث صغير تنظمه بلدية القدس مع جمعية مبدعي القدس، من 16 حتى 19 ديسمبر المقبل، لأول مرة، وأراد منظموه أن تنتشر أخباره بسرعة، فأعلنوا عن كذبة مشاركة الفيلم السعودي في الافتتاح.
بلدية القدس كانت تنظم من قبل أسابيع لفيلم المرأة، وهي لأول مرة تنظم مهرجانا لسينما المرأة، واختارت قاعتي سينما ستعرض فيهما أفلام المهرجان في يومين فقط، بخلافي يومي الافتتاح والختام.
وكان موقع إخباري إسرائيل نسب إلى هيفاء المنصور تصريحات بأنها لا تمانع العمل مع مخرجين إسرائيليين، وهو الأمر الذي أثار ضجة في يوليو/ تموز عام 2018، ولكن سرعان ما نفت المنصور تلك التصريحات، قائلة إنها "تعمل فقط مع الدول المسموح بها بشكل رسمي".
يتناول فيلم "المرشحة المثالية" قصة طبيبة سعودية شابة تسعى لتغيير نمط التفكير المتحفظ في مجتمعها ويحاول استعراض العقبات التي تواجه امرأة تترشح لمنصب محلي بسبب التمييز على أساس الجنس.
ويعكس الفيلم التغييرات التي تشهدها المملكة، والتي وصلت لتخفيف قيود نظام ولاية الرجل، إذ يبدأ ببطلة الفيلم مريم وهي تقود سيارتها.
وعندما تفشل رحلة خططت للقيام بها إلى دبي ينتهي المطاف بمريم وهي تضع اسمها في قائمة المرشحين للمجلس البلدي. وبسبب شعورها بالإحباط من عدم تمهيد طريق للمركز الطبي الذي تعمل فيه تتعهد مريم بأن تقوم بذلك بنفسها إذا فازت.
وتطلق مريم حملتها الانتخابية بمساعدة شقيقاتها على الرغم من مواجهتها للكثير من الاعتراضات والقواعد التمييزية بسبب كونها امرأة. وتقول هيفاء إنها تأمل في أن يبعث الفيلم برسالة تمكين للسعوديات.
والفيلم من إخراج هيفاء المنصور، التي شاركت في تأليفه مع براد نيمن، ومن بطولة ميلا الزهراني ونورة العوض.