ماذا قال عن حماس؟
من أكثر الأسئلة التي كرر بيرس مورغان طرحها على باسم يوسف أكثر من مرة في لقائهما الأخير هي موقفه من حماس، ساعياً لانتزاع إدانة منه لها، فهل نجح بذلك؟ وكيف تعامل باسم يوسف مع هذا السؤال الشائك نظراً للتباين الكبير ما بين العرب والغرب في هذا الموضوع ؟
أكد باسم يوسف أن إدانة كلٍّ من حماس وإسرائيل لا فائدة منها ولا معنى لها، فهي لم ولن تحدث أي أثر.فهي لا تعدو كونها مثل نقاطِ تفتيشٍ أخلاقية لا أكثر.
وقال “أن نتيناهو هو بحد ذاته مشكلة، واستطلاعات الرأي في إسرائيل تثبت عدم رضا الشعب عنه، وأعتقد أنه متفاهم مع حماس لأنه بهذه الطريقة يستعيد السلطة على الإسرائيليين. فهو عام 2019 تفاخر بإعطائه المال لحماس قائلاً أن هذه هي الطريقة التي يمكن من خلالها الحفاظ على الانقسام الفلسطيني”.
وحين سأله مورغان قائلاً :أنه إذا كان على إسرائيل القضاء على جماعة إرهابية مثل حماس، كيف يمكن فعل هذا بطريقة مختلفة عما تقوم به الآن؟
أجاب باسم يوسف أنه بالتأكيد يجب القيام بذلك بطريقة مختلفة تماماً عما يقومون به الآن، فما فعلوه الآن خلال 3 أسابيع هو قتل 9000 مدني فلسطيني، و21000 جريح، جميعهم مدنيين!
وهناك المزيد من الضحايا فإسرائيل قصفت جباليا وهو مخيم معروف للاجئين فهذا ليس دفاعاً عن النفس، فأحد أكثر الأسئلة شيوعاً هو هل يحق لإسرائيل الدفاع عن النفس؟ هذا سؤال لا قيمة له.
قاطعه مورغان قائلاً: ولكن أليس لديهم ليس فقط الحق وإنما الواجب في الدفاع عن مواطنيهم كي لا يتعرضوا لمثل ما حدث في 7 أكتوبر مجدداً؟
تابع باسم يوسف حديثه قائلاً : أن الأمر هو أنك تقتل كل هؤلاء الناس الأبرياء لتتمكن من التغلب على بضع مئات من المقاتلين، أولاً هذه الطريقة تم إتباعها كثيراً سابقاً فهل نجحت إلا في قتل المزيد من المدنيين بدلاً من إيقاف حماس؟
إنه من الغباء أن تكرر نفس الفعل بغية الحصول على نتيجة مختلفة، وهذا ما يحدث بالضبط، بالتالي إما أن تكون غايتهم الأساسية هي ما يحصلون عليه حقاً وهو قتل أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين المدنيين، وإما نحن أمام حكومة غبية تتخذ قرارات غاية في الغباء و تكررها كلما سنحت لها الفرصة.
ثانياً: هذه ليست العين بالعين وإنما العين مقابل عين، ويد، وحياة، ودار،وشعب، وأرض.
فمن الواضح أن الأمر لا يتعلق بحماس، حتى لو ادَّعوا ذلك، لكن ما يقومون به هو يهدف بشكل أساسي، وكما قالوا هم بأنفسهم عدة مرات، أنهم يريدون أن يدفعوا بهم إلى سيناء وآسف للقول ولكن
“كل شخص ما زال يعتقد أن الأمر يتعلق بحماس هو غبي”
خلال 10 سنوات حماس أطلقت حوالي 35 ألف صاروخ على إسرائيل وقتلوا 69 شخص 25% منهم عسكريين.
فهل تريد أن تقول لي أنهم بضربة واحدة قتلوا هذا العدد من الناس في قصف المشفى؟!
وكيف ننسى أن المعمدان في المشفى تلقى عدة تحذيرات من إسرائيل تبلغه بنيتهم قصف المشفى؟
بل هناك مسؤول إسرائيلي نشر تغريدة على “تويتر” قال فيها “لقد فجرنا المشفى” ثم حذفها.
وأكمل باسم يوسف قائلاً :إن أفضل جهة تجنيد لحماس هي إسرائيل،
تخيل معي أن هناك فتى اسمه رامي يعيش في غزة، لديه حياة فظيعة، لكنه لا يراها بهذا السوء، ولديه ابن عم يعيش في الضفة الغربية حياة جيدة، استيقظ في الصباح ووجد أنه تم اختطافه من قبل 3 مستوطنين واحترق بالكيروسين، أجبروه على شرب الكيروسين، اسمه “محمد الدرة”، المستوطنون فعلوا ذلك به عام 2016.
لكن حسناً أنا فقط سأغادر، سأجد طريقة للوصول إلى أوروبا، عمته مؤلفة مشهورة فازت بجائزة في معرض فرانكفورت للكتاب، اسمها” عدنية شبلي” والآن معرض فرانكفورت للكتاب ألغى تكريمها لأنها فلسطينية، عمته الأخرى في أميركا اسمها “بهية عماوي” وهي تعمل في معالجة مشاكل النطق، تم طردها من عملها لأنها لم تقبل التوقيع على تعهد بأن لا تنضم لحركة مقاطعة إسرائيل والشركات الداعمة لها! وما لا أفهمه هنا هو أن هناك أشخاص اختاروا خياراً سلمياً مثل مقاطعة البضائع، لماذا يحرَّم عليهم القيام بذلك؟ ولماذا تجعل الولايات المتحدة مثل هذا الأمر قضية من قضاياها؟ ما شأنها بذلك؟
وفي هذه الأثناء هناك من يتواصل مع رامي ويحاول إقناعه بالإنضمام لحماس، فيرفض قائلاً لا، لا أريد أن أقتل، سأعيش في غزة إنها حياتي، مع أن 97% من المياه غير صالحة للاستهلاك البشري، ونصف السكان مصابون بفقر دم لا يمكنهم علاجه وغير ذلك.. ثم يستيقظ في الصباح، وهو لا يفكر بقتل اليهود، لأن كل ما يشغل باله في هذه اللحظة هو أن يتواجد عند المخبز في الساعة الخامسة ليكون من ضمن أول 50 شخص في الطابور، حتى يتمكن من الحصول على الخبز لأنه إن لم يفعل ذلك لن يحصل على الطعام لعائلته. وحين يعود يتلقى تحذيراً بأنهم سوف يقصفون عائلته، ثم يجد بيته مدمراً، وعائلته قد قتلت، والآن أخبرني ما الذي تبقى له ليفعله تالياً بعد كل هذا؟
لنفترض أن الإرهاب فيروس، وأنت تريد أن تقلل من انتشاره، تخيل أن لديك مريض أنفلونزا، ماذا تفعل لتنقذه؟
توصيه بالتغذية الجيدة، وأخذ الفيتامينات والسوائل والراحة حتى تقوى مناعته ويستعيد عافيته، من غير المعقول أن تقوم بضرب المريض مطالباً إياه أن يتعافى!
إذاً من الذي يهيئ ويخلق البيئة الداعمة لحماس ومن يمولها ويخلق هذا المناخ من الكراهية والعداء؟
أليس من الأفضل أن تجفف منابع حماس تحرمها من قدرتها على تجنيد الناس بإلغاء الدوافع وإعطاء الفلسطينيين ما يستحقون والمساواة بينهم وبين الإسرائيليين في الحقوق؟ لم لا تقبل وجودهم وهم أصحاب الأرض الأصليين بدل من أن تفكر في التخلص منهم وإبادتهم لتكون وحدك الموجود في المكان؟
وحين سأله مورغان قائلاً: متى سيدرك الشعب الفلسطيني خطورة ما فعلته حماس أو تدرك حماس ما فعلته بالفلسطينيين؟
أجابه باسم متسائلاً : من الذي يملك رابع أقوى قوة عسكرية عالمياً؟ إسرائيل تظل تنشر فكرة رعبها من أن العرب سيدمرونها, ومن المهم أن نرى الصورة كاملة، فالغرب يعتقدون أن إسرائيل هي دولة صغيرة محاطة بدول عربية معادية، فلننظر للأمر عن كثب، أكبر قوة عسكرية عربية هي الجيش المصري، وإسرائيل لديها اتفاقية سلام مع مصر، وكذلك مع جيرانهم في الأردن، وسوريا لا تشكل تهديداً ، والخليج إما أقدموا على التطبيع مع إسرائيل أو يفكرون به.
لا يوجد عداء ضد إسرائيل في المنطقة العربية إلا من قبل منظمتين صغيرتين هما حماس وحزب الله، فكيف يمكن لعدد قليل من المقاتلين أن يشكلوا هذا التهديد المرعب لرابع أقوى قوة عسكرية في العالم؟!
خلال 13 سنة لم يُقتَل سوى 69 إسرائيلي فهل حقاً هؤلاء قادرين على محوها أم أن إسرائيل بهذا الضعف؟