سمو حسام الدين
في لقائه مع بيرس مورغان ذكر باسم يوسف فيلمين من شأنهما أن يوضحا الكثير عن القضية الفلسطينية وحقيقة الاحتلال الإسرائيلي، وكلاهما وثائقي وليس درامي وبالتالي يمكن اعتبارهما نقلاً لوقائع حقيقية دون أي إضافة أو تعديل.
الفيلم الأول tantura الطنطورة هو عن ميليشيا الأراغون والهاغانا الذين قاموا عام 1948بتقتيل الكثير من أبناء الشعب في مذبحة الطنطورة. فمن يعتبر أن ما حدث في 7 أكتوبر هو أمر مروع ما عليكم سوى مشاهدة هذا الفيلم الذي يتحدث فيه أعضاء تلك الميليشيات الإسرائيلية عن هذه الفظائع والمذابح التي ارتكبوها، والتي كانوا فيها يشقون بطون النساء الحوامل فقط ليعرفوا من الرابح في الرهان، فهم كانوا يتراهنون عن جنس الجنين يدفعون الأموال ويشقون بطون الأمهات ليروا إن كان الجنين ذكر أو أنثى !
فيلم الطنطورة الوثائقي يعرض الشهادات المسجلة لجنود الاحتلال الإسرائيلي الذين قتلوا ما بين 200-250 رجلاً من سكان الطنطورة القرية التي تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط جنوب حيفا. واحدة من أكثر المذابح شناعة ومع ذلك نجدهم في الفيلم يتحدثون عنها البعض بأسف والبعض الآخر بابتهاج وفخر!
الفيلم للمخرج الإسرائيلي، ألون شوارتس، والذي بسبب هذا الفيلم اتهموه بالتحرش الجنسي وعندما فشلت هذه التهمة، اتهموه بمعاداة السامية ما تسبب بفصله من جمعية هوليوود للصحافة الأجنبية. وهذا ما يسمى في هوليوود “حرية الصحافة”!
وهناك فيلم وثائقي آخر مضحك اسمه “المطلوبون الثمانية عشر” هو فيلم وثائقي فلسطيني- كندي من عام 2014. وهو يحكي ما لا يمكن تصديقه عن سكان بيت ساحور، وهي مدينة فلسطينية مجاورة للناصرة، قرروا أنهم لا يريدون الاعتماد على الحليب القادم إليهم من المستوطنات ، فاشتروا 18 بقرة وهم مهندسين وأطباء ولا يعرفون كيف تحلب الأبقار ولكنهم تدبروا أمرهم وبدؤوا يتعلمون كيف يقومون بالأمر، فبدؤوا بحلب الأبقار وبيع الحليب للقرى المجاورة. وخمن ما الذي حدث بعد ذلك ؟ لم يعجب هذا الأمر الإسرائيليين، لم يكونوا مرتاحين لذلك! فقدم العسكر الإسرائيلي ليقولوا لهم بالحرف ” إن هذه الأبقار تشكل تهديداً وجودياً على الأمن القومي لإسرائيل ويجب التخلص منهم” !!!
أبقار تهدد الأمن الإسرائيلي؟! هذا سخيف
ثم تبدأ محاولة إخفاء الأبقار، واحد من أكثر المشاهد عبثية هو مشهد يقوم فيه الجنود الإسرائيليون بملاحقة البقرة، جنود يركضون خلف بقرة!
إلى أن يحاصروها وهم على وشك آن يقتلوها !
الفيلم من إخراج الفنان التشكيلي الفلسطيني والمخرج عامر الشومالي وشارك في إخراجه المخرج الكندي بول كوان.
إذاً هم لا يسمحون للفلسطينيين حتى بامتلاك الأبقار.
هذه هي حقيقة الوضع، وليست الشعارات التي يرفعونها ويتشدقون بها عن الديمقراطية.
ولهذا لا يمكنك أن تضع كلا الطرفين في كفة واحدة لأن الفلسطينيين محرمون من أبسط مقومات الحياة .