رومان بولانسكي يستعد لفيلم عن قضية الضابط اليهودي “درايفوس”
يستعد المخرج البولندي الشهير، المقيم في فرنسا، رومان بولانسكي لتصوير فيلم مثير للجدل ينسخ عنوانه “أنا أتهم” من مقالة للكاتب الفرنسي إميل زولا عام 1898 كتبها على شكل رسالة مفتوحة لرئيس فرنسا حول قضية مروعة هزت البلاد في تلك الفترة.
الفيلم يتناول قضية سيئة السمعة عُرفت بـ”دريفوس”، التي قسمت فرنسا في نهاية القرن التاسع عشر، وهي حالة فشل كبيرة للعدالة الفرنسية.
كتب نص فيلم “أنا أتهم” الروائي روبرت هاريس، ويلعب بطولة الفيلم لويس غاريل في دور دريفوس وجان دوجاردين الحائز على جائزة الأوسكار في دور العقيد بيكوارت، رئيس الاستخبارات الذي قاد محاولة العثور على الجاني الحقيقي.
وألفرد دريفوس كان ضابطا يهوديا في الجيش الفرنسي في الفترة من 1880 إلى 1918، وقد أثار جدلا حادا في الأوساط الفرنسية فيما عرف باسم قضية دريفوس.
ألقي القبض على دريفوس في 1894، بتهمة التجسس لصالح الألمان وأدانته محكمة عسكرية وأصدرت حكما بفصله من الجيش، وسجنه مدى الحياة في جزيرة الشيطان وتجريده من رتبته العسكرية.
وظل دريفوس مصرا على براءته وفي 1896 جندت عائلته وأصدقاؤه شخصيات مرموقة من عالم الفكر والأدب في فرنسا للمطالبة بإعادة محاكمته، من أمثال إميل زولا ومرسيل بروست وأناتول فرانس وليون بلوم ولوسيان هير.
ومثل دريفوس أمام محاكمة أخرى عام 1899 وأدين مرة أخرى وحكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات، قضى منها عدة أيام فقط وأفرج عنه بعدها بعفو من الرئيس إميل لوبيه.
وتمت ترقية دريفوس عام 1918، ومنح وسام الشرف، وعندما قامت الحرب العالمية الأولى، كان قائدا لأحد الحصون الدفاعية لمدينة باريس.
وعلى الرغم من العفو عن الضابط اليهودي ومشاركته في الحرب العالمية الاولى، إلا أن هذه القضية قسمت فرنسا إلى قسمين، منهم من يعتقد بوجود خيوط صهيونية وراء القضية، ومنهم يرون مذنبا وفقا لوثائق رسمية بعثها دريفوس إلى ألمانيا.
وكانت مقالة إميل زولا “أنا أتهم” التي أخذ الفيلم منها تتهم الحكومة الفرنسية بعدم الكفاءة ومعاداة السامية بعد سجن درايفوس بتهمة التجسس.
وخطط رومان بولنسكي منذ عام 2009 لإخراج فيلم عن قضية دريفوس، وعمل عليه من داخل سجنه في سويسرا حيث كان يقاوم تسليمه الى الولايات المتحدة بسبب اتهامه باعتداء جنسي في عام 1977.
واعتقل بولانسكي في زوريخ في 2009 بناء على مذكرة اعتقال اميركية، وكان مطلوبا في لوس انجليس لمواجهة عقوبة عن اتهام وجه اليه في 1977 بممارسة الجنس مع فتاة عمرها 13 عاما. وهرب مخرج فيلم “تشاينا تاون” من كاليفورنيا في 1978 خوفا من الحكم عليه بالسجن 50 عاما وعاش أغلب الوقت في فرنسا.
ويعد بولانسكي من أهم مخرجي القرن العشرين بعد الحرب العالمية الثانية، وقد حصل فيلمه “اشمئزاز” عام 1965 على الدب الفضي في مهرجان برلين الدولي، وحصل فيلمه “مأزق” عام 1966 على الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي الدولي، وحصل فيلمه “عازف البيانو” عام 2002 على جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي الدولي، كما حصل كذلك نفس الفيلم على جائزة أوسكار لأفضل إخراج، وأفضل ممثل، وأفضل سيناريو.
وبولانسكي المولود في فرنسا من والدين بولنديين والحائز الجنسية الفرنسية سنة 1976، يعيش راهنا في فرنسا. وهو لم يعد يوما إلى الولايات المتحدة، حتى لتسلم أوسكار أفضل مخرج سنة 2003 عن فيلم “ذي بيانيست”.