شعبان عبدالرحيم.. صانع التريند الأول
معتمد عبدالغني
في 2002، كنت في صفوف طلبة الثانوي في السينما عشان نتفرج على "مواطن ومخبر وحرامي"، وكله بيتكلم عن شعبان عبدالرحيم اللي طلع بيمثل حلو -طبعا كحديث مراهقين كان الحوار موجه برده عن رولا محمود وهند صبري- وفي المشهد الأخير كله قام يرقص ويغني معاه: "اسمع وافهم كلامي.. مواطن ومخبر وحرامي.. وإييييييه".
كان السؤال دايما: متى تنتهي ظاهرة شعبان عبد الرحيم؟.. الصحافة الفنية تكتب عن رجل يلبس من أقمشة الانتريه واكسسوارات ذهبية غريية مع تسريحة غريبة، ويطلع مع سمير صبري في هذا المساء عشان يدرسوا الظاهرة الجديدة، لكن بالنسبة للمهمشين كان سفيرهم، في وقت غليان ضد إسرائيل وكلام منمق دبلوماسي لايرضي البسطاء، يطلع رجل شعبي يقول: "انا بكرة اسرائيل"، ومعندوش مشكلة لو يتسأل ويدخل المعتقل، الكلمات عجبت المزاج الشعبي في وقت الانتفاضة الفلسطينية، رجل منهم يفتخر انه مكوجي ولم يتخل عن مظهره الخارجي ويحب أم العيال، واحد حقيقي منهم، مش مهم صوته يكون حلو، المهم انه بيعرف يقول اللي جواهم.
رغم تمسكه باللحن والافيه بتاع "إييييييييه"، إلا أن كلمات الشاعر اسلام خليل كانت صمام أمان لاستمرار شعبان في انه يكمل، عبر بسلاسة عن تسويف الانسان المستمر لرغبته في التغيير" في أول يناير.. هكون انسان جديد"، الفكرة عميقة جدا لكن طلعت في كلام سهل لدرجة ان اي حد كان بيألف كلمات خاصة ويرتجل على لحن شعبان.
شعبان عبد الرحيم، هو رجل الترند قبل معرفتنا بهذا المصطلح بـ15 سنة، كل أغانيه لو رتبتها هتصنع تايم لاين لأحداث شغلت الرأي العام، أكيد مش المطرب اللي لعب على وتر الاحساس، لكن كان المؤدي وخير مترجم للي بيدور في رأس سواق التاكسي، والصنايعي، والشاب اللي على القهوة.. وإييييييه.