فاروق الفيشاوي.. واحد من الأصدقاء
محمد الروبي
لم يكن فاروق الفيشاوي صديقا لي بالمعنى الذي نعرفه عن الصداقة ..لكنه كان من أولئك البشر الذين حين تراهم للمرة الأولى تشعر وكأنك تعرفه منذ زمن بعيد . فتذوب بينكما سريعا حواجز الغربة وتنطلقان معا في حديث تتخلله الضحكات ويتعرج من الفني الى السياسي إلى الشخصي.
هكذا كان فاروق انسان كاسر للحواجز.. طليق اللسان لاذع السخرية حافظ لكم من النكات الحديثة وبارع في إطلاقها.. وكنا حين تجمعنا سهرة مهرجان أو جلسة في بيت أحد الأصدقاء المشتركين نتبارى هو وانا في إطلاق ما نملك من النكات.
هو واحد من الأصدقاء.. والأصدقاء الذين أعنى هو مسلسل كتبه كرم النجار وأخرجه اسماعيل عبد الحافظ وشاركه بطولته محمد وفيق وصلاح السعدني ونيرمين الفقي.. وعرض اول مرة في عام 2002 وكنت حينها اقضى عامي الثاني من الأعوام الخمس التي عشتها في الكويت.
ارتبطت بهذا المسلسل ارتباطا شديدا.. وأعتقد أن أهم أسباب ارتباطي به لم يكن فقط اتقان حبكته وسلاسة أحداثه بقدر ما كان يلمسه المسلسل بداخلي من اوتار تتشابه مع أحداثه. كنت في ذلك الوقت ارتبط ارتباطا وثيقا باثنين من الاصدقاء المصريين هما الفنان التشكيلي محمود عبد العاطي رحمه الله والشاعر الطبيب ابراهيم البجلاتي. وكنا يتكئ كل منا على الأخرين لتمر عليه أيام الغربة اقل صعوبة.
كان الأصدقاء المسلسل لنا بمثابة عطية فنية وعلامة ربانية تقول لنا استمسكوا بكم وبما تؤمنون وقاوموا كل مغريات الغربة حتى لا يقع اي منكم في هوة اللاعودة. ولعلي لن أنسي ما حييت كيف كنا محمود وابراهيم وأنا ندندن فجأة بمقطع أو أكثر من أغنية المقدمة التي صاغاها بشجن خاص البارعان سيد حجاب وياسر عبد الرحمن:
دانت بعد الاهل اهلي
وإذا يوم قلبك ندهلي
حتلاقيني بقلبي عندك
يا صديقي مد يدك
ومن بين شخصيات المسلسل كان دور فاروق الفيشاوي حسن أبوسنة يمثل لي مرآة خاصة اكتشف عبرها عيوبا كنت أجهلها وافرح بما أرى فيها من مزايا.
منذ الأصدقاء المسلسل صار فاروق الفيشاوي صديقا من طرف واحد … ومرت السنوات وعدت.. ومع أول لقاء به صارحت فاروق بكل هذا الذي عايشته معه عبر الأصدقاء ففاجأني هو بأنه أيضا كان يشعر بأنه يمثل فيه نفسه. … فاروق الفيشاوي واحد من الأصدقاء.. سلاما