مدرسة الروابي للبنات 2.. المراهقون في براثن السوشيال ميديا
إسراء الردايدة
قد تخدعنا أحيانا منصات السوشيال ميديا أحيانا، فليس كل ما نراه عليها حقيق، فالحقيقة أعمق من ذلك وهنالك دائما جوانب خفية، وهذا هو ما يتناوله الموسم الثاني من المسلسل الأردني “مدرسة الروابي للبنات” الذي انطلقت عروضه الخميس الماضي على منصة نتفلكس.
أحداث وشخصيات جديدة تنطلق مع بدء عام دراسي جديد في المدرسة التي شكل عالمها ثلاث شخصيات نسائية أردنية هن؛ تيما الشوملي مخرجة ومؤلفة وشيرين كمال وإسلام الشوملي، اللاتي ركزن في الموسم الجديد على أثر السوشيال ميديا على المراهقين والكبار، من خلال قصة محبوكة بذكاء بنيت على عالم شخصياته المختلفة في عالم المراهقين الذين يشكلون النسبة الاكثر استخداما لها.
أرقام مهمة في عالم السوشيال ميديا
وفقا لأخر احصائيات موقع ديجتال بورتال التي تعود لأكتوبر 2023 هناك 4.95 مليار مستخدم نشطة لوسائل التواصل الاجتماعي أي 61.4% من سكان العالم. ونما عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بنسبة 4.5% في 2023، وباختلاف الفئات العمرية، يتراوح متوسط الوقت الذي يقضيه هؤلاء على وسائل التواصل الاجتماعي من 4.1 ساعة يوميًا لمن يبلغ من العمر 13 عامًا إلى 5.8 ساعة يوميًا لمن يبلغ من العمر 17 عامًا. فيما تقضي الفتيات ما يقرب من ساعة على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من الأولاد (5.3 مقابل 4.4 ساعة، على التوالي).
هذه البيانات مأخوذة من مسح صحة الأسرة والمراهقين الذي أجرته شركة Gallup في الفترة من 26 يونيو إلى 17 يوليو 2023، باستخدام تقرير حديث نشرته مؤسسة غالوب ومعهد الدراسات الأسرية.
وتظهر النتائج أن يوتيوب وتيك توك هما أكثر تطبيقات الوسائط الاجتماعية شعبية بين المراهقين.
وأفاد المراهقون أنهم يقضون ما متوسطه 1.9 ساعة يوميًا على منصة يوتيوب و1.5 ساعة يوميًا على تيك توك، حيث يقضي الأولاد وقتًا أطول على اليوتيوب، وتقضي الفتيات وقتًا أطول على التيك توك، بينما يحظى انستغرام أيضًا بشعبية لدى المراهقين، حيث يشكل 0.9 ساعة من الاستخدام يوميًا.
ويقضي مستخدم الإنترنت العادي ما يقرب من ساعتين ونصف على وسائل التواصل الاجتماعي يوميًا
وتبين الإحصائيات العالمية الرقمية لشهر أكتوبر 2023 في متوسط الوقت الذي يقضيه مستخدمو الإنترنت الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و64 عامًا يوميًا 6 ساعات و41 دقيقة على الإنترنت عبر جميع أجهزته.
حيث وجد التقرير أنه يقضي الأشخاص في المتوسط ساعتين و24 دقيقة يوميًا في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ويأتي في المرتبة الثانية بعد الوقت الذي يقضونه في مشاهدة البث التلفزيوني، 3 ساعات و12 دقيقة،
فيما تشمل الأنشطة المفضلة الأخرى التي تعتمد على الإنترنت قراءة الوسائط الصحفية (ساعة و46 دقيقة، والاستماع إلى بث الموسيقى (ساعة و27 دقيقة،) والاستماع إلى بث الراديو (52 دقيقة)، والاستماع للبودكاست (51 دقيقة)، ولعب ألعاب الفيديو على وحدة التحكم (1 ساعة و3 دقائق). ومن الواضح أن الناس يقومون ببعض هذه الأنشطة في وقت واحد.
هذه الأرقام تعكس أهمية منصات التواصل الاجتماعي التي يرتبط بها المراهقون وأثرها عليها لتكون محور الجزء الثاني من “مدرسة الروابي للبنات”، حيث يطرق باب أثر المؤثرين وعدد المتابعين والشعبية وحتى المقارنة الاجتماعية إلى جانب الثقة بالنفس من خلال هذه المنصات وصورة الجسد المثالية والتفوق الاجتماعي عبر هذه المنصات والقبول الاجتماعي بين أقرانهم.
عالم خفي
مؤلفة المسلسل ومخرجته تيما الشوملي بينت في مقابلة أجريتها معها ومع الفريق عبر منصة زووم أن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي يتعمق في الموسم الثاني في الجانب المظلم من وسائل التواصل الاجتماعي، ويستكشف قدرته على تأجيج الهوس والحسد وحتى التنمر عبر الإنترنت،
وتضيف:” تشابك حياة الشخصيات مع شخصياتهم عبر الإنترنت، يظهر أن ليس كل ما نراه حقيقي ولكل شخصية بعد أخر نكتشفه من خلال حلقاته الست، وكيف تتفاعل هذه الشخصيات في عالمها وأثرها على محيطهم مع أقرانهم والمشاعر التي يمرون بها بدءا من القلق والاكتئاب والضغوطات اللاتي تعرضن لها لرسم صورة مثالية”.
دعوة مجتمعية
ولأن الموسم الثاني يركز على سعي المراهقين لحصد شعبية واعجابات من خلال منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، وحتى انخراط الأهل في ذلك وهوس الجميع بتلك المنصات، كان لابد من تعزيز التواصل بين فئات المجتمع المختلفة من تربويين وأكاديميين وحتى الأهل الذين يجب أن يتبنوا نهجا في التواصل المفتوح مع أولادهم بحسب المؤلفة المشاركة إسلام الشوملي.
وتنوه إسلام الشوملي قائلة:” على الأهل متابعة أبناءهم فهذه الأجهزة الصغيرة الذكية تحمل أسرار كثيرة لا يبوح بها الأبناء، وقد تكون خطيرة، وبقدر ما تعتبر هذه المنصات سلاح ذو حدين، لكن أثرها السلبي يكون أكبر لو لم يكن هنالك تواصل صريح دون خوف بين الطرفين، ليمكن الأهل والمجتمع من تلافي مشاكل كبيرة قد يقع بها الأبناء جراء استخدامهم لهذه المنصات”.
وتضيف:” من خلال مدرسة الروابي في هذا الموسم تطرقنا لهذه القضايا بعد ان طرقنا باب التنمر في الجزء الأول، وحرصنا على أن يكون النص المكتوب موائما لذلك، خاصة أننا نواكب هذه المنصات ونتعامل معها بشكل يومي ولفترات طويلة”,
تطوير الشخصيات
يتعمق هذا الموسم الذي تربع على عرش المسلسلات الأكثر مشاهدة على منصة نتفلكس منذ اطلاقه قبل أيام، في شخصيات مختلفة لفتيات في الثانوية في مدرسة الروابي واللاتي تتصارعن من أجل من هي الأكثر شعبية وحضورا بين أقرانها بسبب السوشيال ميديا.
شيرين كمال المؤلفة الثالثة في فريق العمل، تلفت للفجوة بين الأجيال وكيف يكافح الآباء لفهم هذا العالم الرقمي، مبينة أنه خلال مرحلة الكتابة حرصت مع فريقها على صياغة هذه التجارب.
“قد تكون الشخصيات خيالية، ولكنها مرتبطة بالواقع بشكل كبير، فهي موجدة حولنا في كل مكان في هذا العالم وليس الأردن وحسبن فالمراهقين هم نفسهم في كل مكان ويعيشون نفس الظروف، ولذا لا يمكننا فصل حقيقة ما يدور في “الروابي” عن حياتنا”، تقول كمال.
العمل مع منصة عالمية
يعرض المسلسل الأردني على منصة يتجاوز عدد مشتركين يصل ل 260 مليون مشترك في 190 دولة وباللهجة الأردنية، وهذا يعتبر نجحا بحد ذاته بحسب تيما الشوملي، مبينة أن المشاهدين من ثقافات مختلفة سيرتبطون بتلك الشخصيات وسيجدون طريقة للتواصل معها فهي تشبههم بالنهاية من خلال الموضوعات التي يحاكيها العمل.
وتلفت الشوملي إلى أن المنصة لم تتدخل أبدا في النص بل قبلته كما هو وأتاحت لهذا الإنتاج الأردني أن يعرض من خلال انتاجه وعرضه، بعد النجاح الذي حققه الموسم الأول
فضلا عن الشخصيات التي تم اختيارها والتي تعكس المواهب الأردنية المميزة والشابة أيضا، وطاقم العمل الكامل الذي يفيض بالكفاءات المحلية التي تعز الانتاجات الأردنية وتجعلها تنافس العالمية.
عام دراسي جديد
في الموسم الثاني لمدرسة الروابي للبنات نتعرف على شخصيات جديدة لكل واحدة منهن عالمها وطابعها المختلف، في ست حلقات مدة كل واحدة تترواح بين 45- 50 دقيقة، نكتشف كيف تتفاعل تلك المراهقات مع السوشيال ميديا وكيف تؤثر عليهن.
فريق نسائي وطاقم أردني خلق عالم خيالي في مدرسة ثانوية للبنات، والأحداث كلها تقع ما بين المنزل والمدرسة. هن؛ تارا عبود (سارة) فتاة من بطقة متوسطة تعاني من ضعف في الشخصية وتسعى لتكون شخصية شعبية عبر السوشيال ميديا وتنجرف وراء اغراءات الشهرة وتقع في مشكلة كبيرة، سارة يوسف (تسنيم) الطالبة المثالية من عائلة مرموقة غنية الأكثر شعبية في المدرسة ولكنها في ذات الوقت تعيش صراعا بين المثالية التي تريدها أمها لها وبين ضغوطات التفوق ومنصات التواصل الاجتماعي من اجل البقاء الأكثر حضورا وشعبية وقبولا اجتماعيا،
فيما تارا عطالله (نادين) هي الفتاة التي لا تبالي بما يظنه الأخرون، واثقة من نفسها، ناضجة ولكنها بذات الوقت مراهقة طبيعية ذات قدرة على الموازنة بين ما تراه عبر السوشيال ميديا وبين حياتها وهو ما يضعها في دائرة التنمر والنبذ الاجتماعي.
أما كيرا يغنم (هبة) فهي الفتاة التي تعاني من الغيرة، ذات شخصية متنمرة تعاني من مشاكل في منزلها فتعكس ذلك من خلال التصرف بقساوة وتمارس التنمر على أقرانها في المدرسة لتخفي ضعفها، وتاليا الأنصاري (شمس) فهي الفتاة الذكية التي تتصرف بلؤم وبنفس الوقت بذكاء، منبوذة ووحيدة ولكنها أكثرهن حنكة في المرابة إلى جانب هوسها في التكنولوجيا والتصوير. وأخرهن هي رنيم هيثم (فرح) التي تنقل الأحاديث والنميمة، تعيش في ظل شعبية ابنة عمها تسنيم، لكنها غالبا ما تجد نفسها خارج الدائرة وغير مرحب بها ونهايتها حزينة ومؤلمة بسبب التنمر الذي تتعرض له.
الابتزاز الالكتروني
يطرح المسلسل قضايا متنوعة مرتبطة بالسوشيال ميديا، منها التنمر، الابتزاز الالكتروني الذي قد تتعرض له المراهقات بسبب تلك المنصات من خلال قصة سارة ويطرح طرقا للتعامل معها بوعي من خلال الأهل والمدرسة والتربويين، فضلا عن أهمية اللجوء للجهات المسؤولة وعن الآثار المحتملة للمشاكل الاجتماعية التي تنجم عنها ليقدمها بأسلوب تحذيريو وتوعوي بواقعية.
إلى جانب التعامل مع قضايا وتأثير والمؤثرين والشعبية والمقارنة الاجتماعية، وكلها تضع تلك الفتيات في صراع نفسي يؤكد أن ليس كل ما تراه عبر تلك المنصات حقيقي، وبذات الوقت يؤكد على ضرورة المتابعة والرقابة التي يجب أن يفرضها الأهل بطريقة متوازنة.
تعليم ذكي
في المسلسل تؤدي تيما الشوملي دور المديرة العصرية التي تحثث الفتيات على التعبير عن أنفسهن من خلال منحهن مساحة وبنفس الوقت تعليمهن المسؤولية التي قد تشكل ضغطا كبيرا على منهم في تلك السن، ما تقوم به تيما هو خلق قاعدة حوار ومساحة آمنة بين التربوي والطلبة، أي ان التعليم ليس تلقينا وحسب بل سلسلة من التجارب مثل انتخابات مجالس الطلبة والمشاركة في التعبير والأحزاب المدرسية.
وذلك يتعارض مع شخصية “مس” عبير “ريم سعادة” التي تنتمي لجيل المعلمين التقليدي ولكن خبرتها تجعلها أكثر قدرة على فهم ما تمر به الطالبات في سن تطلب الحزم أحيانا وهو ما لا يدركه المراهقون الذي يسعون لأثبات وجهة نظرهم وحتى التمرد على كل ما يجري.
اضطرابات الشهية وصورة الجسد
جانب حساس ومهم تتعرض له المراهقات في تلك السن، وهي المثالية في المظهر العام وذلك أسوة بما تقدمه تلك المنصات من شكل خارجي مثالي خال من العيوب بالجسم الرشيق وعلى غرار المؤثرات والعارضات اللاتي يملكن ملايين المتابعين والمتابعات. من خلال شخصية تسنيم الطالبة المتفوقة والتي ترزح لضغوط كبيرة، تخفي ورائها فتاة جائعة لا تستطيع تناول كل ما تريد وتعاني من اضطرابات الأكل واللجوء للتقيؤ والاحساس بالذنب عند الأكل، في سبيل الحفاظ على جسد رشيق يواكب المعايير التي فرضتها السوشيال ميديا، إلى جانب الضغوطات النفسية ومشاعر القلق والإرهاق التي تنعكس على حياتهم وصحتهم النفسية والعقلية والجسدية.
للمراهقين الذكور نصيب أيضا
هذه المرة في الجزء الثاني خصصت صانعات العمل مساحات لشخصيات ذكورية في عالم المراهقة للأولاد من خلال شخصيات مثل ليث عبوة (علي) ومحمد نزار (عمر) وكرم شامي (جواد)، وكل واحد منهم يكشف عن رغبات الشباب في تلك السن وصراعهم في اكتشاف الجنس الأخر وحتى تعامله مع السوشيال ميديا، إلى جانب التنمر من قبل اٌقرانه و”فورة الشباب” فيما يتعلق بالقضايا العائلية التي تمس العائلة وحساسيتها.
ظلال من الجزء الأول
نهاية الجزء الأول بقيت مفتوحة حول مصير ليان ” نور طاهر”، التي تعرضت للقتل على يدي شقيقها، حيث تعود بطلات الجزء الأول: “مريم” -أندريا طايع- الطالبة المثالية الذكية، نوف” –ركين سعد- الفتاة الجديدة المتمردة، “رانيا” التي تتمتع بحس السخرية، “دينا” –يارا مصطفى- الفتاة المرحة والصديقة الوفية المليئة بالإيجابية وحب الحياة، بينما شخصية “رقية” -سلسبيلا- فهي المخلصة لصديقتيها ليان ورانيا –جوانا عريض- اللاتي كن الأكثر شعبية في الموسم الأول قبل عامين.
ويظهرهن معا في مشهد تستذكرن فيه صديقتهن وسط حضور معلمتهن عبير التي تؤدي دورا قويا في احتضان ألمهن وحت خلق مساحة للطالبات في الموسم الجديد لتحدثن عن مشاكلهن وما يواجهنه كما حصل مع سارة التي تتعرض للابتزاز الالكتروني وفضيحة كبيرة.
“مدرسة الروابي للبنات”، يستكشف أيضا أهمية المحتوى الذي يبثه المؤثرون عبر منصات التواصل الاجتماعي من خلال ظهور المؤثرة اللبنانية كارن وازن التي تملك 8 ملايين متابع عبر منصات التواصل الاجتماعي، وكيف يشكل هذا المحتوى صياغة عقليات المراهقين ويمسهم بعمق.
كما ان العمل يطرح بشكل نقدي تأثير الشخصيات عبر الإنترنت على عقول الشباب والضغط للتوافق مع معايير الجمال غير الواقعية، ويطرح بجرأة الآثار المدمرة للتنمر والابتزاز عبر الإنترنت.
ويعتبر المسلسل بمثابة دعوة للاستيقاظ للمعلمين وأولياء الأمور والأكاديميين لمعالجة القضايا الملحة التي يواجهها الشباب في العصر الرقمي. تحث السلسلة على إجراء محادثات مفتوحة وصادقة حول السلامة عبر الإنترنت والصحة العقلية والاستخدام المسؤول لوسائل التواصل الاجتماعي. إنه يدفع إلى التفكير في الحاجة إلى توجيه أقوى من البالغين لهؤلاء المراهقين الذين يحتاجون رقابة وتوجيها واحتواء من أجل حمايتهم.
وتحث السلسلة على إجراء محادثات مفتوحة وصادقة حول السلامة عبر الإنترنت والصحة العقلية والاستخدام المسؤول لوسائل التواصل الاجتماعي. وهو يدفع إلى التفكير في الحاجة إلى توجيه أقوى من البالغين والمؤسسات التعليمية لتزويد الشباب بالمهارات اللازمة للتغلب على تعقيدات عالم الإنترنت.
ويقف هذا الإنتاج الأردني المعروض على المنصة العالمية نتفلكس كدليل على المواهب الغنية وبراعة سرد القصص في صناعة السينما الأردنية. صاغ المسلسل فريق من النساء السرديات ذوات المؤهلات العالية والمهارات، ولا يأسر المسلسل الجماهير في جميع أنحاء العالم فحسب، بل يسلط الضوء أيضًا على التأثير والتأثير الكبير لرواة القصص الأردنيين على المسرح العالمي.
كما يؤكد هذا النجاح على الروايات المتنوعة ووجهات النظر الفريدة التي تضعها المرأة الأردنية في طليعة صناعة الترفيه، وكسر الحواجز وإثبات قوة أصواتها الإبداعية.
ويعكس تفاني الفريق وكفاءته في تصوير القصص المقنعة في الاعتراف بالمواهب الأردنية بل وساهم أيضًا في الاعتراف الأوسع بقوة الروايات من الشرق الأوسط على نطاق دولي.