مناقشة “حقوق المؤلف” ضمن فعاليات مهرجان أفلام السعودية الثامن
ضمن فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان أفلام السعودية المقام في الفترة من 2-9 يونيو الجاري، تم تنظيم ندوة (الإبداع السينمائي والملكية الفكرية).
خلال الندوة كشف المتحدث الرسمي للهيئة السعودية للملكية الفكرية ياسر الحكمي، عن بدء خدمة التسجيل الاختياري لحقوق المؤلف عبر الموقع الإلكتروني للهيئة بطريقة مباشرة، حيث باتت تلك الخدمة مدرجة ومتاحة للمهتمين.
ونوه الحكمي إلى أنه وفقاً لنظام الهيئة، من حقوق المؤلف توفير الحماية الفكرية لمنتجه، منذ بدء تاريخ نشر العمل أو إنتاجه، فيما استعرضت المديرة التنفيذية لإدارة حق المؤلف في الهيئة السعودية للملكية الفكرية الهنوف الدباسي، وسائل حماية حقوق الملكية الفكرية من التعديات والانتهاكات، وذلك في سوق الإنتاج، الذي تحتضنه القاعة الكبرى في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي “إثراء”.
وأشارت الدباسي إلى أن كافة الخدمات المقدمة، وطرق التواصل مع الجهات المختصة بالملكية الفكرية، وذلك للوقوف على ما توصلت إليه الهيئة من خدمات لافتة، تم إدراجها خلال 10 أشهر مضت، وهي المدة التي تفصل مهرجان أفلام السعودية في دورته السابعة عن دورته الحالية.
وأوضح ياسر الحكمي في الندوة بأن “خدمة التسجيل الاختياري لحقوق المؤلف لم تكن متواجدة، عملنا على استحداثها من أجل توفير الخدمات للمؤلفين، فإنه من حق المؤلف حماية حقوقه الفكرية طيلة فترة حياته، وحتى بعد وفاته بـ 50 عاماً”، مشيراً إلى أن العديد من أعمال المشاهير وهم عمالقة الفنّ، ما زالت تحت الحماية الفكرية، ويستفيد منها الورثة وفقاً للقانون، مؤكداً على أن ذلك يسهم في تسريع حصول المؤلف على حقوقه.
وكشفت الهنوف الدباسي عن الدور الذي تقوم به الهيئة لضبط المخالفات، عبر تنفيذ العديد من الحملات لضبط المخالفين والمتعدين على حقوق الملكية، مبينة بأنه خلال العام الماضي تم ضبط مخالفات بقيمة نحو 2،784،450 ريال، بمعدل زيارات ميدانية وإلكترونية وصلت إلى 6402 زيارة، واستطردت حديثها حول الخدمات المقدمة للمبدعين والمبدعات، والتي تتمثل بالعيادات الاستشارية، إلى جانب خدمة الشبكة الوطنية لمراكز دعم الملكية الفكرية.
وأكدت الهنوف خلال الجلسة على أن السيناريو المكتوب يشترط أن يكون ذا مصنّف إبداعي، فإذا لم يشتمل على ذلك فإنه لا يُحمى كحق للمؤلف، كما يتطلب الأمر بأن يكون العمل أصيلاً، فمفهوم الأصالة مشابه للإبداع، إلا أنها تعني أن يتم إنشاء العمل بشكل مستقل، لا نسخة من عمل آخر أو من مواد أخرى، مبدية الأهمية التي تتمخض عن الملكية الفكرية في تعزيز الإبداع السينمائي، بوصفها أداة تعريف وجذب بالمنتجات والخدمات، وذات قيمة اقتصادية، كما تعتبر الملكية الفكرية رمزاً للثقة حيث تمثل هوية المنتج أو الخدمة التي يقدمها الآخر.
كما عُقدت مساء أمس الأحد جلسة حوارية بعنوان (مهرجان البحر الأحمر)، سلطت الضوء على معمل التطوير وفرص الصندوق التي يقدمها مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي.
واستضافت الجلسة التي أدارها البراء عالم، مدير صندوق البحر الأحمر عماد اسكندر، مديرة سوق البحر الأحمر زين زيدان، ومدير البرنامج العربي والكلاسيكي أنطوان خليفة.
كما عقدت ضمن ندوات المهرجان جلسة حوارية بعنوان (مفهوم الفيلم السعودي)، أدارتها الباحثة المتخصصة في الأنثروبولوجيا المرئية مروة إحسان الفقيه، وحل فيها 3 ضيوف، وهم: الدكتور عبدالرحمن الغنام، والمخرجة هند الفهاد، والناقد طارق الخواجي.
أوضحت الفقيه أن الندوة ستناقش تعريف الفيلم السعودي، والجماليات السينمائية التي قد تنشئها القيود والمحددات، بالإضافة إلى تناول دور اقتصاديات الدعم والترويج في تحديد معايير الفيلم الوطني.
وأشار أستاذ الإعلام والسينما المساعد بكلية الآداب في جامعة الملك فيصل، عبد الرحمن الغنام إلى أن إشكالية وسم الأفلام على منصات العرض العالمية بجنسية محددة أمر متوقع، وهو هدف تسويقي بحت، وإلا فإن تصنيف الفيلم بجنسية محددة لا يخضع لمعيار دقيق وواضح.
وذهبت عضو جمعية الأفلام السينمائية، عضو مجلس إدارة جمعية السينما السعودية المخرجة هند الفهاد إلى أن القصة هي ما تجعل من الفيلم سعودياً، مؤكدة أن القصص على مستوى حياة البشر عموما متشابهة، إلا أن لكل قصة خصوصية في تفاصيلها وعوالمها وكيفية تقديمها للمتلقي، وأوضحت أن هناك فهما مغلوطاً يقع فيه بعض صنّاع الأفلام، وذلك من خلال الحرص على عدم احتواء الفيلم لأيّ رمز ثقافي ديني.
وقال الناقد طارق الخواجي إن البحث في مفهوم الفيلم السعودي يطرح عدة إشكاليات، بخاصة في عصر العولمة الذي تزدهر فيه منصات العروض العابرة للحدود، كون الهوية التي يدور حولها سؤال المفهوم في عنوان المحاضرة، يجب وضعه في سياق الطبقات التي يحتويها الفيلم، فهو فيلم سعودي وعربي وإنساني، ما يجعل حصره في طبقة دون غيرها أمر بالغ الصعوبة، وأكد أن حالة السيولة التي تعيشها الثقافة مرعبة.
وعرج الخواجي على ما تقوم به الخوارزميات في السيطرة على الأفراد وتوجيههم وسجنهم دون وعي منهم داخل تلك المنصات، وشدد على ضرورة التفريق بين الفيلم الوطني والفيلم المحلي، موضحا أن الفيلم الوطني هدفه دعائي ترويجي، تتولى الحكومات إنتاج محتواه، كونه يعبر عنها وعن الرؤية التي تريد نشرها، أما الفيلم المحلي فهو بحسب وصفه عضوي فطري ونابع من الحياة اليومية التي يقف عليها الكاتب والمخرج.
تجدر الإشارة إلى أن مهرجان أفلام السعودية الذي تنظمه جمعية السينما، بالشراكة مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي “إثراء”، وبدعم من هيئة الأفلام التابعة لوزارة الثقافة، انطلق يوم الخميس 2 يونيو ويختتم فعالياته يوم الخميس المقبل 9 يونيو، بحضور صنّاع الأفلام والقائمين على الصناعة السينمائية في المملكة وبحضور نقاد ومدربين وسينمائيين على المستوى المحلي والدولي.
كما تواصل المهرجان يوم أمس الأحد بعرض 11 فيلماً، تنوعت ما بين الدراما والكوميديا والوثائقي والروائي والرعب، بالإضافة إلى إعادة عروض اليوم الماضي.
ويشهد المهرجان في دورته الثامنة، عرض 80 فيلماً سعودياً وعربياً وعالمياً، حيث ينافس في مسابقة الأفلام القصيرة 28 فيلما، فيما تتنافس 8 أفلام في مسابقة الأفلام الطويلة، بالإضافة إلى 44 عرضاً موازياً، يندرج 12 عرضاً منها تحت تصنيف السينما الشعرية، جميعها عروض أجنبية.