نقد

منة شلبي..ساحرة السينما المصرية في الألفية الجديدة (3-3)

 

محمد سيد عبدالرحيم

 

فنانة في عصر اعتزال الفنانات المزيفات

ولكن الأهم من كل ذلك هو إيمانها الحقيقي بالفن؛ وينعكس ذلك على اختياراتها للأفلام التي تعمل بها والمخرجين الذين تعمل معهم وفوق ذلك المواضيع التي تتناولها هذه الأفلام. أحيانا ما تسيء الاختيار أو تكون هي كالدرة التي سقطت في وحل بسبب سوء الممثلين الآخرين أو المخرج أو حتى المنتج نفسه إلا أنها بالفعل وفي فترة قصيرة جدا تخطت كل أبناء جيلها من الممثلات المصريات اللاتي ظهرن معها أو قبلها أو بعدها بقليل. واستطاعت في هذه السنوات الأخيرة أن تحقق تطورا ملحوظا في أداءها وأن يزين اسمها أفيشات عدة أفلام اتخذت مكانها بين الكلاسيكيات المعاصرة للسينما المصرية.

 

ويتجلى أيضا إيمانها الحقيقي بالفن أنها لم تنساق أبدا وراء ما يطلق عليه "السينما النظيفة" التي بدأت كرد فعل متأخر على "سينما المقاولات" حيث كان في البداية المستهلك الرئيسي لهذه الأفلام "النظيفة" هم العائلات الخليجية إذا كان في مصر أو في الخليج حتى تحولت أغلب الأفلام المصرية إلى سينما نظيفة للغاية حتى أنه لم يصبح لها لا لون ولا رائحة. وبذلك فتخلت السينما المصرية عن أي دور تقوم به سوى تسلية هذه العائلات. ولكن لم تنساق منة شلبي وراء هذه النوعية من السينما مثلما انساق الكثير من الممثلات المصريات اللاتي اعتزل بعضهن الفن بعد ذلك.

 

ظلت منة شلبي منذ البداية وحتى اليوم على عهدها مع السينما كفن لا كسلعة استهلاكية تقدم لفئة محددة ولا كـ"سبوبة" لأكل العيش فقط ولا مهنة من لا مهنة له. بل ظلت ساحرة السينما المصرية في الألفية الجديدة على عهدها في الإيمان بالفن والسينما ودورها في المجتمع بلا أي شعارات زائفة أو كلمات معلبة بل عبر العمل المستمر والدؤوب الذي يتخلله تطورا للأداء وتجسيدا لأطياف مختلفة من فئات الفتاة والمرأة المصرية التي تعيش بيننا وتحتاج دائما لمن يعبر عنها في السينما بصوتها لا بصوت غريب عنها وبشحمها وبلحمها لا بشكل لا يمت إليها بصلة وبروحها ومكنونها لا بفوقية أو إدعاء. هكذا عودتنا ساحرة السينما المصرية وهكذا نتمنى أن تستمر في مسيرتها الفنية التي ما زالت في عز شبابها.

 

نشر بمجلة تلي سينما – يناير 2020

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى