“المعجنة” المصرية في المهرجان العربي… تساؤلات عن قدسية المكان والإنسان
قال الكاتب يسرى حسان أن " المعجنة " من العروض المهمة التى تم انتاجها مؤخرا فى مصر و عرضها على خشبة المسرح القومى حيث لاقت استقبالا واختلافا نقديا كبيرا حول مدى ملائمة العرض لطرحه على خشبة القومى التى تمتاز بالوقار والجلال ، حيث اعتاد المسرح القومى تقديم عروض كلاسيكية او من الربيرتوار .
و تسأل فى المؤتمر الصحفى الذى عقد ظهر اليوم لصنّاع العرض المشارك فى المسار الاول ضمن فعاليات مهرجان المسرح العربى المقام فى القاهرة فى الفترة من 10 – 16 يناير الجارى ، حول قدرة المخرج على التعامل مع هذا الأمرو خصوصا انه من المخرجين الذين لا يسيرون على درب احد ويخط طريقا خاصا به، و ما هى التحديات التى واجهته فى تصديه كمخرج شاب للاخراج على خشبة القومى بالاضافة الى التعامل مع نص للكاتب الكبير الدكتور سامح مهران، وما هى رسالة العرض التى اراد ان يطرحها فى سياق رؤيته الفنية.
أجاب احمد رجب مخرج العرض على تلك التساؤلات قائلا : " المعجنة من العروض القليلة التى كسرت تقاليد المسرح القومى ، فأنا مؤمن تماما بقدسية الانسان على حساب قدسية المكان و هذه بالمناسبة رسالة العرض التى اريد تقديمها ، فمن خلال تلك الاسرة الصغيرة التى تمثل فى رمزيتها الوطن بكامل فئاته وطوائفه المختلفة التى يدور الصراع فيما بينها حول احقية كل فرد منهم فى امتلاك الكنز دون اعتبار اى وجود للاخر رغم ان الكنز نفسه لا يظهر الا عند تكاتف الجميع من اجل الحفاظ عليه. و من هنا كان اختيارى ايضا لتقديم العرض على خشبة القومى حيث يجب ان يقدم القومى ايضا العروض الجديدة فى افكارها و جرئتها و هذا لا ينفى ابدا اقامة عروض كلاسيكية ولكن يجب ان نطير بالجناحين معا .
و أكد رجب أن الدكتور سامح مهران كان من المرونة بمكان فى التعامل معه ما ساعد على خروج العرض بالصورة التى حلم بها،
وتابع:اتفقنا كثيرا واختلافنا فى احيان اخرى وخصوصا فى موضوع نهاية العرض التى اصررت على حذف جزء و اضافة اخر من عندى ورضخ الدكتور سامح فى النهاية لذلك التغيير مع تحفظه عليه،
واستطرد: العرض يطرح التفكك الاسرى فى المجتمع و التشوهات الاخلاقية التى اصابت المجتمع بعد الثورة حتى بات تدنى الاخلاق هو السمة الاساسية التى تسرى فى اوصال المجتمع الامر الذى مسخ الجميع و جردهم من انسانيتهم ، بل ان الامر امتد إلى صناع العرض نفسه الذين عانوا من تلك الحرب التى تعرضوا لها و اردنا فى النهاية ان تظل الحكاية قائمة مع خلال التأكيد على فكرة المدد المتمثل فى الانسان ، وهو ما رسخناه فى نهاية العرض.
بينما أجاب الممثل ناصر شاهين أحد ابطال العرض على سؤال حول تحضيره للشخصية و تعاملها معها قائلا : " ليست المرة الاولى لىعلى خشبة المسرح ولكنها هى المساحة الاكبر لى فى دور يتم اسناده إلىّ والفضل هنا يعود للمخرج و ثقته فىّ ومغامرته بالعمل مع ممثلين من اجيال مختلفة بعيدا عن عمالقة المسرح القومى ، وهو الامر الذى اصابنى ببعض الخوف فى البداية و لكن الجو الممتع فى البروفات و الصحبة الجيدة ازالت جو الرهبة ، وخصوصا أن الدور الذي ألعبه معقد ومركب لانه ينقسم الى شخصيتين أولاهما الأب المتسلط البخيل رب الأسرة الذى يقهر ابنائه و يجورعلى حقوقهم ، وثانيهما احد الفراعنة الذى تستحضر روحه الاسرة بعد موت الاب ليدلهم على الكنز المخبأ فى اشارة الى المقابلة ما بين الماضى والحاضر.
و اتفقت معه الممثلة ايمان رجائى ايضا فيما يخص قضية الاختيار التى يتعرض لها الانسان فى حياته حيث اكدت ان العرض ايضا يفتح باب التفاؤل للشخص الذى يقوم بالاختيارات الخاطئة فى حياته أن هناك امل فى التغيير وان الحكاية مازالت مستمرة طالما المدد مايزال مستمرا.