مهرجانات مسرح

“قمرة14″..عرض مسرحي تونسي عن 800 عاما من الـ”ثورات والخيبات”

قال بوكثير دومة مؤلف العرض التونسي "قمرة 14" أنه يعمل دائما على التراث، وهو ما قام به في هذا  النص حيث استدعى من التراث والتاريخ التونسي ثلاث شخصيات مثلت الثورة في عدد من الفترات، وهي متصوفة تونسية في القرن الثالث عشر، ثم خير الدين باشا وهو ثائر إصلاحي تشريعي وإداري في القرن التاسع عشر، ثم منصور وهو ثائر صعلوك من الجنوب قام بما  يشبه ثورات الصعاليك، وهذه الشخصيات يلتقي بها أحد الشباب المعاصريين في أرشيف إحدى الوزارات السيادية حيث يعمل، وقد خرجت له هذه الشخصيات من الأوراق المكدسة في الأرشيف الذي يقع في أحد الدهاليز بهذه الوزارة أثناء "الثورة" التونسية.

أويما 20 - Uima20 |

وأضاف دومة في المؤتمر الصحفي الذي عقد صباح اليوم الأحد الموافق 13 يناير ضمن فعاليات مهرجان المسرح العربي : من خلال هذه المقابلة التي تتم بين الشاب المعاصر وبين تلك الشخصيات المستدعاة من التاريخ التونسي نقوم بمساءلة الثورة التونسية ولماذا يتم إجهاضها باستمرار .

و استهلت مخرجة العرض دليلة مفتاحي كلمتها بالإعراب عن سعادتها لوجودها في مصر، مشيرة إلى أنها التقت بالجمهور المصري من قبل أكثر من مرة.

 وعن العرض قالت مفتاحي: عذبت الكاتب عذابا شديدا،جعلته يكتب النص ثلاث مرات،

وأضافت أن العرض يرصد 800 عاما من الخيبات التي تعقب الثورات التونسية والتي يتم إجهاضها باستمرار منذ ذلك التاريخ، وأشارت المخرجة إلي أن العمل يمثل لها تطهيرا عبر المساءلة، مساءلة الشخصيات ومساءلة التاريخ بعد سلخه. وعن سينوغرافيا العرض أشارت دليلة مفتاحي إلى أنها صممتها على شكل الدهليز متعدد الأنفاق، ومن خلاله يتم  اللقاء بين الشاب المغاصر والشخصيات التاريخية المختلفة،

 وأشارت إلى أن النهاية ستكون مفتوحة، حيث يحاول الشاب الخروج من تلك الأنفاق المتعددة ولا نعرف إن كان سينجح أم لا ؟.

طاهر الرضواني أحد أبطال العرض قال أنه قطع مسيرة طويلة من العمل والتعلم في  المسرح وأنه بذل كل ما تعلمه وكل ما مر به من تجارب وما حصله من خبرات جسدية ووجدانية على الكثير من خشبات المسارح،

وأضاف أنه خاض تجارب متعددة مع الكثير من المخرجين بمدارسهم المختلفة والتي تصل كثيرا إلى حد التنافر.

 وأعرب الرضواني عن سعادته بوجوده كممثل في المهرجان، متمنيا لو ان كل الدول العربية شاركت في هذا المهرجان العربي للمسرح ، مؤكدا على أن وجود مثل هذا المهرجان لابد أن يحفز كل الدولة العربية لتقديم اقتراحات جمالية تكون على قدر المنافسة والمشاركة في المهرجان . وعن دوره في العرض قال : ألعب دور منصور الثائر الذي لا يؤمن إلا بالبندقية ، في مقابل شخصيات أخرى مثلت أنواعا أخرى من الثورة منها الثورة الإدارية الإصلاحية ، والثورة الدينية أو الصوفية بالأحرى. مشيرا إلى أن العرض حاول طرح العديد من الأسئلة من خلال الثورات المجهضة التي اشار إليها ومنها : من أنا ؟ ماذا فعلت ؟ أين أنا من شخصية الثائر الحقيقي؟  ولماذ تجهض الثورات ؟ و كيف تنجح ؟

وختم الممثل طاهر الرضواني بأن العرض يطرح ثلاث مساءلات في ثلاث سياقات زمنية مختلفة تنتهي بسؤال : ماذا فعلنا بالثورة .

أويما 20 - Uima20 |

نبه  المتحدثون الثلاثة إلى أنهم يضعون كلمة " الثورة"  بين قوسين، نظرا لعدم تحققها ونجاحها في الواقع .

الكاتبة صفاء البيلي سألت عن الكيفية التي تعامل بها العرض مع التراث؟

قال بوكثير دومة مؤلف العرض أن أحد الكتاب الروس قال ذات مرة "التراث ما هو إلا مسمار أعلق عليه لوحاتي".

وتابع:هكذا أؤمن به أنا ايضا ،

وشدد على أن التراث مهم جدا، وأن النص الذي يكتب دون الاستناد إلى التراث يكون نصا أعزل.

 وأضاف: نحن لا نعرف التاريخ بدقة ، وعلينا حين التعرض له أن نقراه بدقة وأن نمحصه ولكن ليس من أجله إنما من أجل أن نبني عليه. مؤكدا أهمية التراكم . فيما أجابت المخرجة دليلة مفتاحي : العرض لايوثق ولا   يؤرخ إنما يوظف التراث وفقا للخط الدرامي وهو تلك الثورات التي يتم إجهاضها. أضافت إن العرض يختار ما يهمه فقط من التراث والتاريخ ليصيغ من خلاله أسئلته حتى يعي الجيل الجديد والذي يمثله الشاب في العرض ما حدث في الماضي وربما يساعده ذلك في الإجابة على السؤال المهم والذي صيغ العرض من أجل طرحه وهو لماذا يتم إجهاض الثورات التونسية وكيف ؟

يوسف الشايب صحفي فلسطيني عقب على تمني الرضواني بطل العرض رؤية الدول العربية في المهرجان بأن فلسطين تمتلك عروضا كثيرة تصلح تماما للمنافسة والمشاركة، وأن من يسأل على عدم المشاركة من غيره هو لجان المشاهدة التابعة للمهرجان، مشيرا إلى ان ما يقوله ليس احتجاجا وإنما رغبة لأن تعلن لجنة المشاهدات نتائج مشاهداتها .

أنور محمد الناقد السوري قال إن الثورات دائما مايكون لها آباء من الفلاسفة والمفكرين وتساءل : هل شكل ذلك محورا داخل العرض ؟

أجابت دليلة :  العرض يتحدث عن الثورات التونسية فقط ، تلك الثورات التي اجهضت لأنها لم تقم على أفكار، ومن قاموا بها لم يكونوا مفكرين .

فيما قال مؤلف العرض نحن نتحدث عما نعرفه فحسب،

وختم الرضواني بأن الثورة التونسية بين قوسين كانت دون نص .

أويما 20 - Uima20 |

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى