رأي

يعيش الحريف ويموت الزعيم

بين الزعيم والحريف رقص عادل إمام كواحد من اهم ممثلي الوطن العربي في الـ50 سنة الماضية تحقيقا للإيرادات والأرقام، والمحاولات الفنية والمسافات المشتبكة الملتبسة مع السياسة وصناع القرار في مصر والوطن العربي.

ابن جنوب الجيزة المهمش القادم إلى عالم الاضواء بسلاح الموهبة والذكاء، معلنا نهاية عصر الدونجوان وبداية عصر النجم المعجون بتراب الرصيف، بطل شبه جمهوره في مظهره، بدراما هي احلام المهمشين التائهة بين الطموح والامكانيات. 

سفير الاحلام في رحلة ستجد فيها نفسك تنقض على خصمك كالغول، أو تشعل فيه النيران في المولد، تطعنه في القلب كحب في الزنزانة، أو تهادنه كالمشبوه، رحلة مدتها ساعتين، هي مدة العرض السينمائي، ستجد فيها نفسك منتصرا لمرة واحدة وربما وحيدة. 

أزمة منتصف العمر يعبر بها عادل إمام عبر بوابة وحيد حامد وشريف عرفة، الشاب المنسي في غرفة التحويلة، الحالم في اللعب مع الكبار، الموظف المثالي ابن الطبقة المتوسطة في الارهاب والكباب، وواحد من حراس الفساد في طيور الظلام، والمسؤول الذي يقرر في لحظة تقرير المصير أن يصرخ مع الجماهير آآآآه في النوم في العسل. 

عبر بوابة يوسف معاطي يعيد عادل إمام تقديم نفسه وسط أمواج تيار الكوميديا الجديدة، الأستاذ في مواجهه جيل التلامذة، ليحافظ على رصيده في شباك التذاكر كأحد اللاعبين الكبار. 

متلازمة فارس والهزيمة والمدينة التي لم تعد مدينة، ورثاء خاص لجيل خان، ابن الحلم المهزوم في رحلة بـ"ريحة" حواري القاهرة الضيقة، وشوارع وسط البلد القديمة، رحلة أدرك فيها بشير وخان قبل فارس أن الهزيمة جزء من الميراث وأن زمن اللعب راح. 
 
يقابلها على الجانب الاخر حسن سبانخ المحامي الحلنجي الذي يلعب بالبيضة والحجر، ملك الحياة الطبيعية، ورائد مدرسة اللي نغلب بيه العب بيه. 

عاش عادل إمام علي الشاشة فارسا، وعاش في الكواليس حسن سبانخ، وبين الاثنين عاش شاهدا على عصر كامل من التحولات.

عادل إمام في عامه ال 79 
يعيش الحريف ويموت الزعيم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى