ألمانيا.. جنة أوروبا في فن المسرح
كانت بداية فن المسرح في المانيا لا تتجاوز حرص بعض الأمراء والنبلاء على استضافة أشهر المسرحية، حتى استطاعت بعض العروض المسرحية مثل مسرحية "فاوست" للكاتب الألماني جوته من اضفاء تغيير محوري في مسار ابو الفنون " المسرح " فقد استطاع تدريجيا ان يحاكي أبرز ملامح وتفاصيل الحياة الثقافية للمجتمع الألماني.
ولكن خلال فترة الحكم النازي شهد المسرح الالماني تراجع كبير، نتيجة هروب العديد من رواد المسرح الالماني امثال برتهولت بريشت، هذا بالإضافة الى الازمة الاقتصادية التي شهدتها برلين عقب توحيد الالمانيتين والتي ادت الى اغلاق العديد من دور العرض المسرحي.
تاريخ حافل بالثراء المسرحي جعل من المانيا جنة اوروبا في فن المسرح. وذلك بما تحتضنه من دور للمسرح يتجاوز عددها 150 دار للمسرح، ولعل من أشهرها دار المسرح الالماني في برلين وايضا دار الاوبرا البافارية. اوبرا بافاريا.
تعد دار الأوبرا البافارية بما تمتلكه من زخارف وابداع موسيقي أحد أشهر دور المسرح الرائدة ليس فقط في ألمانيا وانما ايضا في جميع انحاء العالم. انها أحد اهم الشواهد المعمارية القديمة في ولاية بافاريا. وتحديدا في شارع ماكسيميليان حيث يقع المسرح الوطني. أحد المعابد اليونانية التاريخية، الذي يحتضن دار الأوبرا في بافاريا، أوركسترا بافاريا الوطنية، وفرقة الباليه البافارية.
تشكل دار الاوبرا في بافاريا لوحة من التاريخ الغني بأشهر الاعمال الموسيقية لكبار الموسيقيين العالميين امثال فولفجانج اماديوس موتسارت، او جوته، او برتهولت بريشت بما تركه كلا منهم من بصماته على خشبة المسرح الألماني.
أكثر من 600000 زائر حول العالم يقصدون جميعا سنويًّا دار الاوبرا البافارية، ليشهدوا جميعا أحد أشهر البرامج تنوعا واثارة في العالم. يتنوع بين حفلات موسيقية. باليه. غناء، وغيرها من اشكال الابداع التي تعد من أهم عناصر شهرة ميونيخ "جميلة المدن الالمانية"، أحد أشهر وأكبر المدن الفنية والثقافية حول العالم.
فاوست
نحو ما يقرب من الاربعين مهرجانا مسرحيا استطاعت المانيا ان تثبت للعالم ريادتها في فن المسرح. اما فيما يخص الجوائز ففي عام 2007 تم تخصيص واحدة من أشهر الجوائز المسرحية في المانيا وهي جائزة "فاوست". والتي تشتمل على أكثر من فئة من أبرزها جائزة أفضل ممثل مسرحي، وجائزة أفضل اخراج مسرحي. فهي أحد أشهر الجوائز المسرحية وأحد اهم براهين الثراء المسرحي في المانيا.
بصمات مسرحية
ماري سيتورات أحد أشهر ابداعات الكاتب المسرحي الشهير فريدريك شيلر والتي بدا في كتابتها خلال الاعوام الاخيرة من القرن الثامن عشر. تم تقديمها لأول مرة على خشبة المسرح في عام 1801 في فايمار. فقد حاول شيلر من خلال هذه المسرحية ان يصف تلك الصراعات الداخلية القاسية. التي تشكل مجرى الحياة البشرية. فالإنسان مهما كان صاحب مثل اعلى فهو دائما عرضه للخطيئة ولكن الانسان الامثل هو من يسعى جاهدا لتوطيد المنظومة الاخلاقية حتى يتمكن من استعادة براءته الاولى. من هذا المنطلق ووفقا لنزعة الكاتب الاخلاقية أصبح هذا النص المسرحي أحد أفضل الاعمال التي كتبت عن ماري ستيورات.
ايضا من أشهر العروض المسرحية في تاريخ المسرح الالماني هي مسرحية " فاوست " لجوته والتي تم نشرها كعمل ادبي لأول مرة عام 1797. وقد وصل عدد صفحاته ما يقرب من 572 صفحة. يعد العرض المسرحي فاوست هو العمل الأبرز والاهم والأكثر كمالا في تاريخ الادب والمسرح الالماني. في عام 1832 باشر جوته في كتابة الجزء الثاني من العمل المسرحي وهو العام نفسه الذي شهد وفاته. فعقب 26 عاما عاد جوته الى احداث فاوست. تلك الشخصية الابرز في تاريخ الادب العالمي والتي اتخذت منها أشهر القصص والعروض المسرحية بطلا لها مع اختلاف الزمان والمكان.