في حبّ حسن حسني
رفقي عساف
وأنا أقوم ببحث بسيط لتذكر تاريخ هذا الفنان العظيم والممثل الاستثنائي والتقاط أبرز المحطات في مسيرته الطويلة لصياغة تحية خاصة.. فوجئت حقاً.. أتظن بأنك جاوزت الأربعين أو الخمسين فبالتالي قلّت فرصك في تحقيق ذاتك وطموحك.. عليك أن تلقي نظرة إذن على تاريخ هذا الرجل.
حسن حسني من مواليد 1931.. أي أنه بلغ الأربعين سنة 1971.. فما تاريخ حسن حسني قبل الأربعين أو الخامسة والأربعين أو حتى الخمسين.. وما تاريخ حسن حسني بعد ذلك.. بمعرفتي المتواضعة بالأعمال المهمة لم أجد أي محطة يمكن التوقف عندها لحسن حسني قبل فيلم "الكرنك" سنة 1975.. حين لعب حسن حسني (44 سنة) دور جرسون القهوة.. بعد ذلك في 1979.. لعب حسن حسني (48 سنة) دور سكرتير في مسلسل عبد المنعم مدبولي الناجح "ابنائي الأعزاء شكراً" ليكون هذا أهم ما قدم في الأربعينات من عمره.
بداية حسن حسني الحقيقية كانت في سن 51.. حين قدم دور "عوني" في رائعة عاطف الطيب سواق الأوتوبيس (1982).. الدور الذي ساهم في إبراز قدرات هذا الممثل ووضعه تحت أعين مخرجي الواقعية الجديدة وتلاميذهم.. ليعود ويقدم مع عاطف نفسه فيلم البرئ (1986) ويشارك في مسلسل الزنكلوني الشهير (1987).. وقبلها مسرحية محمد نجم "اعقل يا مجنون" (1985).. بعدها التفت اليه خان سنة 1988 ليقدم معه "زوجة رجل مهم" في دور سكرتير الوزير.
بعدها وفي مطلع ستينات الرجل.. اجل ستيناته! لعب دورا في تحفة "رأفت الهجان" التلفزيونية في جزئها الثاني سنة 1990.. ثم عاد عاطف الطيب للاستعانة بخدماته في فيلمه "الهروب" (1991).. وصلاح أبو سيف في فيلمه "المواطن مصري" في نفس العام.. كل هذا طبعا في أدوار صغيرة رغم اهميتها الدرامية.
تلفزيونيا ظل اسم الرجل يكبر بالتدريج وبتؤدة فقدم في سنة واحدة 1992 اثنين من المسلسلات الخالدة في الذاكرة "بوابة الحلواني".. و"المال والبنون".. ليعود في السنة التالية 1993 ويقدم دورا في فيلم لمخرج مهم جديد يولد هو الراحل رضوان الكاشف في أول أفلامه "ليه يا بنفسج".. كما يعود إليه الحبيب محمد خان في "فارس المدينة".
وبعدها في 1994 يقدم دور "وفائي" في تحفة أسامة انور عكاشة وجمال عبد الحميد الخالدة "ارابيسك: ايام حسن النعماني".
ليلتفت إليه عادل إمام في بخيت وعديلة (1995).. ثم مخرج آخر واعد هو أسامة فوزي الذي كان مساعد رضوان الكاشف في تجربته الأولى.. في أول أفلام أسامة وهو "عفاريت الاسفلت".. ثم في السنة التالية يشارك محمود مرسي في مشروعه "أبو العلا 90".. تخلل ذلك كله طبعا اجزاء "بوابة الحلواني" و"المال والبنون".
تخيلوا أن كل هذا لم يكن البداية الحقيقية لحسن حسني!!!!! فكل هذه الأدوار والمشاركات والإيمان الحقيقي بقدراته الفنية من مخرجين مكرسين وواعدين على السواء.. لم يقدم لحسن حسني الجماهيرية أو التقدير الشعبي الذي يستحقه ممثل من هذه القامة.. ولكن البداية لم تكن أتت بعد.. في أواخر ستينات الرجل.. قرر مخرج كبير.. هو شريف عرفة.. الاستعانة بحسن حسني في إخراجه لإحدى تجارب النجوم المضحكين الجدد.. تحديدا علاء ولي الدين في "عبود ع الحدود" سنة 1999.
لتكون هذه بمثابة انطلاقة جديدة للممثل الكبير سناً وموهبة.. لتشهد سبعينات الرجل انفجاراً حقيقياً في مشاركات حسن حسني.. ليس هناك نجم من نجوم كوميديا مطلع الألفية لم يشارك حسن حسني في أي من أفلامه مشاركة فاعلة.. وهنا يكفي سرد بضعة أسماء لنجوم وافلامهم الأولى التي شكلت نجوميتهم لمعرفة تأثير حسن حسني وقيمته.
فقد عاد إلى علاء ولي الدين في الناظر (2000).. وذهب ليشارك السقا في أفريكانو (2001).. وبصم على انطلاقة محمد سعد في "اللمبي" (2002).. و"اللي بالي بالك" (2003). وانطلاقة احمد حلمي في "ميدو مشاكل" (2003) و"زكي شان" (2005).. وبينهما لم ينس أن يكون داعما لأفلام مهمة لمخرجين واعدين فنيا مثل هالة خليل في فيلمها الجميل "احلى الأوقات" (2004).. وقائمة تطول من أفلام هؤلاء النجوم التالية.. تخللها عودة للتعاون مع عادل إمام في "بوبوس" (2009).. ونجوم جدد مثل هشام وشيكو وفهمي في "سمير وشهير وبهير" (2010).
خلاصة هذا المنشور الطويل.. الذي كان من المقصود أن يكون مجرد "تحية" لنجم كبير لمع نجمه بعد سن السبعين.. أننا أمام قامة من الصعب جداً تكرارها.. من الاجتهاد والإجادة والدعم والشغف.. اتفقنا مع كل اختياراته أو لم نتفق.. نظل أمام "حالة" فنية تستحق التوقف أمامها طويلاً.. وذكرها بكثير من الاحترام.. في حب "حسن حسني".. انحناءة اتمنى أن تصل إليه.
(ملاحظة: تواريخ صدور الأعمال على عهدة موقع السينما.كوم اتمنى التصحيح لو كان هناك أخطاء في الأرقام)