مهرجان القاهرة.. بين “البطانة” وتصريحات السجادة الحمراء
مصطفى الكيلاني
يومان ويخرج مهرجان القاهرة السينمائي للنور، وهو الحدث الأكبر سينمائيا في المنطقة العربية وإفريقيا، تنطلق معه أحاديث السوشيال ميديا والفساتين و”البطانة”، وينسى الجميع مادته السينمائية من أفلام وفعاليات موازية قد تكون أكبر من مهرجانات أخرى في دول بالمنطقة.
في جلسة جمعتنا بمسؤولي مهرجان الجونة السينمائي، قبل انعقاد المهرجان بفترة قصيرة، ودار بيننا حوار حول الدورة الرابعة، وكان جزء من الحديث حول تحويل منظور الجمهور والإعلام لفعاليات المهرجان الأهم، بدلا من الجالا اليومية وفساتين السجادة الحمراء، وطبعا فشلت تلك المحاولة.
السجادة الحمراء هي وسيلة لجذب نوعية إعلام وجمهور مختلف، وجزء من الدعاية للمهرجان تجاريا، لكي تضمن الفعالية وجودها ضمن قائمة الأبرز، وبذلك تحظى برعاة وممولين جدد، مع الحفاظ على الرعاة الأصليين، ويكذب أي مهرجان لو تحدث برغبته في خفض الضوء عن سجادته الحمراء، فحديث البطانة والكاش مايوه وقبلة الفيشاوي وغيرها، جعلت الرعاة هم الذين يبحثون عن المهرجان، فكل نشر لصورة معناها وجود اللوجو الخاص به في الخلفية.
جروب الواتس
ويتحرك مسؤولو المهرجانات بمنطق المثل الشعبي المصري “عيني فيه.. وأقول إخيه”، بمعنى أنهم قبل المهرجان يطلبون من الصحافة تغطية أقل للسجادة الحمراء وتغطية أوسع للفعاليات، فيما تظل معظم أحاديثهم على جروب الواتس آب حول السجادة الحمراء وصورها، وهي شيء طبيعي جدا، لكنهم في الوطن العربي يريدون أن يتنصلوا من الحدث الذي يجلب للفعاليات المال الذي تقام به، وهو “سلو بلدنا”، افعل ما تريد ولكن في السر.
هنا يرتدي مسؤولو المهرجانات ثوب الجدية، ويتحدثون مع الصحافة حول أهمية الفعاليات الأخرى بخلاف السجادة المهرجان، وهم يعلمون جيدا أن فعالية مثل “تمكين المرأة في السينما” التي شاركت فيها منة شلبي بمهرجان الجونة، لن ينشر عنها سوى عدة أخبار قليلة، لكن فستان منة شلبي سوف يحصل على فرصة للنشر أضعاف خبر ندوتها.
ويتحدث مسؤولو المهرجانات بعتاب للصحافة، وكأن ما يحدث هو خاص بمصر أو المنطقة العربية فقط، وكأنه لا يحدث في كل العالم، حيث تهتم صحافة المجتمع بملابس الفنانات، وتنشر صورها، وتتم تغطية تلك الفعاليات أضعاف التغطية السينمائية، ولو كانت مهرجانات كبرى مثل كان وفينيسيا تتحدث مثل مسؤولي مهرجاناتنا، لألغت السجادة الحمراء من فعالياتها، ولمنعت اعتماد صحافة المجتمع ومصوري السجادة، واكتفت فقط بدعوة النقاد السينمائيين.
عزيزي مسؤول مهرجان القاهرة، نقولها قبل الافتتاح، لا جناح عليك في وجود سجادة حمراء، ولا تتعامل مع الأمر على أنه على غير رغبتك، فنحن كإعلام، والجمهور والرعاة، يعلمون أن ذلك هو المورد الرئيسي للمهرجان، ولولاه لما استطعت إقامته، ووفر مجهودك عزيزي في دعم تغطية الفعاليات الموازية بقدر يقترب من نشر أخبار السجادة الحمراء، فذلك هو لب الموضوع.