بعد وصف نفسه بـ”المتفوق”.. هل أرقام تامر حسني في 2020 تؤيده؟ أم تكذبه؟
محمد شميس
عزيزي القارئ، هذا المقال لا يقيم جودة الأعمال الفنية، وكل ما ستجده هنا هو تحليل رقمي فقط لا غير عما قدمه تامر حسني خلال عام 2020.
ولكن لماذا تامر حسني بالتحديد؟ ولماذا رقمياً وليس نقدياً؟
الإجابة: لأن خلال هذا الأسبوع “فقط” أصدر هذا الفنان بيانين عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي يتحدث فيها عن أرقامه و”ترينداته” ونجاحاته.. ولكن ما حقيقة كل هذا؟
حسب مؤشرات محرك البحث الأشهر في العالم “جوجل”، سنجد ان قائمة الأغاني الأكثر بحثاً لعام 2020 والتي جاءت كالتالي:
- عود البطل
- بنت الجيران
- مهرجان هلا والله
- عود البنات
- شمس المجره
- مع السلامه للي عايز يمشي
- مهرجان اخواتي
- انا لما بحب
- سالمونيلا
- لغبطيطا
ليس من بينها أي أغنية لتامر حسني، ونفس الأمر يتكرر في قائمة الشخصيات الأكثر بحثاً تم خلال عام 2020 ليس من بينهم تامر حسني أيضاً.
حيث جاءت القائمة كالتالي:
- حنين حسام
- حسن شاكوش
- محمد شومان
- مؤمن زكريا
- رمضان صبحي
- أحمد بسام زكي
- جمال يوسف
- أمل عبدالله
- منه عبد العزيز
- يوسف البلايلي
بيانات تامر حسني الصادرة عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، تشير بشكل غير مباشر إلى تفوقه على “عمرو دياب”، خاصة ان سياسة اصدار اغنيات ألبومه الذي لم يكتمل الطرح بعد “خليك فولاذي”، اعتمدت على صدور الاغاني بشكل منفصل، ولكن لأول مرة يوم الجمعة الماضية كان هناك اصدار لأغنيتن دفعة واحدة في وقت صدور ألبوم عمرو دياب، وبعدها حدثنا تامر حسني عن تفوقه وتصدره للترند.. إذن فماذا يقول “جوجل” عن نتائج المواجهة المباشرة بينهما خلال عام 2020
انظر إلى الرسم البياني التالي:
هذه المواجهة ايضا تكررت خلال نفس العام على “يوتيوب” فلمن كانت الغلبة؟
انظر إلى أرقام تامر حسني خلال عام 2020 على “يوتيوب”:
انظر إلى أرقام عمرو دياب خلال عام 2020 على “يوتيوب”:
وبمناسبة الحديث عن يوتيوب، وحديث تامر حسني عن “ترندات” يوتيوب، وإغفاله “ربما عن سهو”، عن مفهوم كلمة “ترند” وأنه يتغير “لحظيا”، فهو ليس بالأمر الثابت ولا يجوز القياس عليه في مدة زمنية قصيرة، ولكن الأوقع والأدق هو القياس على مدار عام كامل كما يحدث في كل دول العالم.. فما هو ترتيب الأغاني الأكثر مشاهدة عبر “يوتيوب” خلال عام 2020؟ وأين يقع تامر حسني في هذا الترتيب؟
انظر إلى قائمة أكثر 10 أغاني من حيث المشاهدة على “يوتيوب”:
1. “بنت الجيران” حسن شاكوش عمر كمال 510 مليون
2. “عود البطل” حسن شاكوش عمر كمال 392 مليون
3. “بالبنط العريض” حسين الجاسمي 303 مليون
4. “بم بم” محمد رمضان 184 مليون
5. “أنا لما بحب” أمجد جمعة 172 مليون
6. “عشق” فيصل عبد الكريم 136 مليون
7. “عدى الكلام” سعد لمجرد 103 مليون
8. Mok Saib – El Ghorba مشاهدات 102.9 مليون
9. “شمس المجرة” حمو بيكا عمر كمال حسن شاكوش 102.4 مليون
10. “لغبطيطا” عمر كمال حسن شاكوش 98 مليون
ايضا عندما نقوم بتحليل نسب مشاهدات تامر حسني في آخر 90 يوم “وهي الفترة التي نشط فيها غنائيا” على موقع “يوتيوب” سنجد أن هناك أرقاماً تدعو للدهشة!
في هذه الفترة حقق تامر حسني 278 مليون مشاهدة، منهم ما يقرب من 8 ملايين مشاهدة في “إندونيسيا”، وما يقرب من ثلاثة ملايين ونصف المليون داخل “إسرائيل”، وما يقرب من ثلاثة ملايين وربع المليون في “ألمانيا”، وما يقرب من مليونين وربع المليون في “فرنسا”، وأكثر من 2 مليون في كل من “فيتنام، البرازيل”، وما يقرب من 2 مليون في كل من “بنجلاديش، أوكرانيا، باكستان”.
وطبقا لهذه الأرقام فسنجد أن تامر حسني استطاع أن يحقق نسب مشاهدات في “إندونيسيا”، أكثر من الجزائر وتونس، وفي الهند أكثر من فلسطين وسوريا ولبنان، وفي فيتنام أكثر من ليبيا واليمن وقطر والسودان وعمان والبحرين.
في بيان تامر حسني “الأول” تحدث عن انه احتل المركز الـ ١٩ عالمياً بعد النجمة العالمية چينفرلوبيز على موقع يوتيوب، وهذا حدث فعلا، ولكن كان تعبيراً عن “لحظة بعينها” لأن لم ينتهي اليوم الذي أصدر فيه الفنان بيانه على صفحته، وإلا كانت الأرقام غيرت كل ما تحدث عنه، وتبدلت المراكز حيث تراجع للمركز رقم 26 وأصبح عمرو دياب رقم 23، وصار عمرو دياب في مركز متقدم عن النجمة چينفرلوبيز، علما بأن اغنية عمرو دياب “فاكرني يا حب” والتي تقدمت في الترتيب محجوبة في مصر ولكنها متاحة في باقي دول العالم لأنها متاحة حصريا لموقع “أنغامي” مدفوعة الأجر، بينما أغانيه متاحة بشكل مجاني على يوتيوب وغير محجوبة.
انظر إلى هذه القائمة
وهو ما تكرر أيضا مع بيانه الثاني عندما قال إنه نجح في احتلال “ترند” يوتيوب مصر، بعد صدور اغنية “طمعتيني”، و”قد الفراق”، وما قد انتهى اليوم لنجد أن المراكز تغيرت وأصبح “حمزة نمرة” هو المتصدر، وكما وضحنا في السابق أن مفهوم “الترند” لحظي ولا يعتمد عليه، ولا يجوز أن نعتبر متصدره ناجحاً بالشكل الحقيقي، ولكن النجاح “المنطقي” يكون خلال العام اذا كنا نتحدث عن “أرقام”.
في بيانه “الثاني” قال تامر حسني أيضا أن ألبومه صدر عبر تطبيق “ديزر” الغير معلوم في الوطن العربي، وأنه ساهم في زيادة “شهرته”، وانه نجح من خلاله في تحقيق أعلى نسب استماع.. فهل هذا صحيح؟
طبقا لقائمة الأفضل في 2020 على نفس التطبيق المذكور في بيان الفنان فسنجد أن الأغنية الأولى هي “رايحين نسهر لمحمد رمضان”، وأول ظهور لتامر حسني في القائمة كان في المركز رقم 5 بأغنية “حلو المكان”
ولكن أين موقع تامر حسني على التطبيقات الأخرى في قوائم نهاية العام؟
على تطبيق “أنغامي” سنجد أن المركز الأول في قائمة الأغاني الأكثر استماعاً هي “بنت الجيران” بـ 22 مليون استماعا، ثم “بالبنط العريض” بـ 16 مليون، ثم “عود البطل” بـ 18 مليون، وفيما يخص قائمة المغنيين الأكثر استماعاً داخل مصر فسنجد أن عمرو دياب هو الأول، والأول في الخليج هو حسين الجسمي، والأول في شمال أفريقيا لسعد لمجرد، ودوليا بيلي أيليش في المرتبة الأولى.
وعلى تطبيق “سبوتيفاي” فسنجد أن الرابر “ويجز” احتل المركز الأول في قائمة الأغاني الأكثر استماعاً لعام 2020 بأغنية “دورك جاي”، وهو أيضا أكثر فنان استماعاً داخل مصر، وألبوم “سهران” لعمرو دياب هو الأكثر سماعاً داخل مصر، أما الفنان الأكثر استماعاً في كل بلاد الدول العربية في 2020 هو الفنان عمرو دياب.
وعلى نفس التطبيق سنجد أن “الرابر” ويجز هو أكثر فنان تم الاستماع إلى أغانيه في مصر هذا العام. وهي المرة الأولى التي يتصدر فيها قائمة مُلخص العام من Spotify، كما أنه الفنان الوحيد الذي انضمت خمس أغنيات له دفعة واحدة إلى قائمة أكثر أغاني اُستمع إليها لهذا العام، وعمرو دياب المركز الثاني في قائمة الفنانين الأكثر استماعًا، حيث قدم ألبومه “سهران” هذا العام ما جعل الألبوم يحتل المركز الأول في قائمة Spotify لأكثر ألبومات اُستمع إليها في مصر، ويليه After Hours- The Weeknd، ثم كل يوم من ده – محمد حماقي.
حتى الأمر الحقيقي الوحيد الذي تحدث عنه تامر حسني في بيانه الأول عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” بالوصول إلى ترند مصر على موقع “تويتر” بواقع ٢٥ ألف تغريدة يوم الجمعة الماضية بتاريخ 25 ديسمبر، فعندما نحلل كيف تمت هذه العملية فسنجد ان هناك العشرات من الحسابات التي سجلت على الموقع حديثا وبالتحديد في شهر “ديسمبر الحالي”، وهذه الحسابات تقوم بإعادة نشر اسم الفنان برقم ثابت “30 ريتويت”، فهل من المنطقي أن يكون اسم الفنان “ترند” ولا تظهر اسماء الأغاني المتسببة في نفس الترند كما يحدث مع كل فنانين العالم، او كما يحدث حتى في مجال الرياضة، فعندما يتصدر “ميسي” ترند تويتر، فنجد أيضا اسم المباراة التي كانت سببا في ظهور اسمه ضمن قوائم الأكثر تداولاً.
وما أن حدث “الترند” اللحظي، إلا أن وجدنا بيانات صحفية تخرج وتصدر من زملاء على صلة وثيقة بنفس الفنان تؤكد أنه متفوق، بل وتزيد من الشعر بيتا وتؤكد حصوله على جائزة أفضل ألبوم رغم أنه لم يكتمل الطرح بعد!