صراعات السوشيال ميديا لن تخلق نجومًا
رامي المتولي
بدأ موسم الدراما التليفزيونية الأهم بطريقة غير اعتيادية هذا العام، قبل أن ينخرط الجميع في مشاهدة ممثليهم المفضلين ومسلسلاتهم المختارة، تابع الجميع مسلسلات أخرى ابطالها عدد من الممثلين على مواقع السوشيال ميديا المختلفة.
كثيرًا ما كنا نتابع بعض الخلافات المتباعدة التي كانت نقابة الممثلين تتدخل لحلها، لكن الانسحابات واللهجة المتبادلة عبر الحسابات الرسمية على مواقع التواصل، جعلت الجمهور يتابع هذا النوع من الدراما الطبيعية غير المسبوقة من حيث الكثافة أو لهجة الحوار.
حقيقة أنه كانت هناك بوادر ومقدمات، لكن لم يكن أي شخص يتخيل أن يصل الأمر لهذه الدرجة، وهو ما فرض مساحة للمتابعة سحبت البساط من مشاهدة مسلسلات أبطال هذه الوقائع، وتحول الجمهور لطرف فاعل في هذه الصراعات يشارك فيها بالدعم والتأييد للأطراف المتنازعة.
الحقيقة أن الدراما الطبيعية التي قدمها الممثلين على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي فاقت في جودتها ما تعرضه المسلسلات التي يشاركون فيها، حيث ظهرت الحلقة الأولى من مسلسلي “كله بالحب” و”وكل ما نفترق” ضعيفة فنيًا لا تبشر بمتابعة جيدة والسبب هو الصراعات التي بدأت قبل ان يبدأ شهر رمضان.
التوقع أن هذه الصراعات ستؤثر بشكل رئيسي على جودة الاعمال المقدمة حتى مع الشهادة لبعض صناعها وفرق عملها بالتفوق والموهبة، فلا يمكن أن تتجاور الجودة مع صراعات بهذا الشكل حتى لو شهدنا نجاحات أسماء بعينها في مواسم سابقة على الرغم من وجود خلافات داخل مواقع التصوير.
التجارب السابقة تؤكد أن الصراعات من هذا النوع لا تفيد وفى الحقيقة ضررها أكثر من نفعها، فلا زينة ومسلسلها “كله بالحب” ولا ريهام حجاج ومسلسها “وكل ما نفترق” مستفيدين من هذه الصراعات، والشهرة والمتابعة التي حظي بها المسلسلان خلال الفترة الماضية وهما في واقع الأمر شهرة سلبية، سينعكسان بالضرورة على مسيرة الممثلتين.
فلا اهتمام زينة بالملابس وصورتها على التتر وافيشات مسلسلها فقط دون الاهتمام بعناصر مثل الإخراج والمونتاج والسيناريو سيشفع لها، ولا اهتمام ريهام حجاج بمساحة تواجدها في العمل على حساب باقي زملائها سيشفع لها، وكون المسلسل من بطولتها وهي تتحكم في كثير من عناصره سيخلق لها في المستقبل بيئة آمنه للعمل، وإظهار قدراتها التي ترغب في أن يراها الجمهور.
في المقابل مسلسلان من أنواع مختلفة كـ”الاختيار 2: رجال الظل” و”ولاد ناس” مع كل نجومهم والذى يتخطى بعضهم شهرة وخبرة زينة وريهام حجاج في التمثيل، يقدمان دليلا حيا على بقاء أي خلاف –لو وجد- بعيد عن الجمهور، الذى لا يعنيه في الحقيقة هذه الخلافات الا من باب التسلية والتأثير سلبي ومدمر على الفنان نفسه.
ولن يشفع المشاهدين لفنان أو آخر إذا تجاوز الحد، ردود الأفعال الإيجابية في وقت مبكر لمسلسل “ولاد ناس” و”الاختيار 2: رجال الظل” الناتجة من العلاقة التي كونها ابطال العملين كمثال مع الجمهور طوال سنوات من الجهد في الاختيارات الفنية، وتكوين صورة إيجابية عنهم تكون بمثابة درع يحمى ويدافع في الكثير من الأحيان.
وهي تجربة تستحق أن يتابعها الفنانين الأصغر سنًا والأقل حكمة، ودافع قوي أن يراجع هؤلاء الفنانين أنفسهم فيما يقررون نقله إلى ساحة السوشيال ميديا من صراعات، لأن صورتهم في الواقع ستنعكس على ما يقدمونه من أعمال وضعفها الفني سيدفع إلى السخرية منها، لا متابعتها ومشاهدتها، وتحمل فقرات إعلانية طويلة او دفع اشتراك في احدى المنصات لمتابعة أحدث خطوط الموضة من الماركات العالمية فقط.
الصراعات والتناحر لحفظ مكان بالقوة كنجم لن يتوفر بالدعم المالي إنتاجيا أو بالظهور في أحلى مظهر ممكن، النجم يتوجه الجمهور سواء تصدى لبطولة العمل أو لا، السؤال الذي يجب أن يسأله الساعين لبطولة مطلقة سريعة: هل سيكون أيًا منكم مثل صلاح عبد الله أو سوسن بدر أو الراحل هادى الجيار الذي ظهر في مسلسل “الاختيار 2: رجال الظل” وأهديت الحلقة إلى روحه؟ الجمهور يقر بنجومية هؤلاء الممثلين ومن على وزنهم سواء كانوا أبطال لأي عمل أو لا.