طارق لطفي.. “خلدون” التفاصيل الصغيرة
أميرة سيد مكاوي
الأستاذ طارق لطفي، اختمرت موهبته التي كنا نلمح جوانب منها في أعماله، إلى أن وصل لما نراه منه في السنوات القليلة السابقة.
خرج طارق لطفي أخيرًا من المنطقة التي حوصرت موهبته فيها.
بالتأكيد لا يرغب موهوب حقيقي يملك أدواته ألا يعرض بضاعته كامله ويقدم فقط ما يريده الزبون بلغة السوق، إلا أن الصناعة أحيانًا تجبرك على قبول المتاح كي تظل موهبتك قيد الاستخدام ولا يصيبها العطب.
لكن على الجانب الآخر وبينما يقدم طارق لطفي أجود ما يستطيع في المتاح، اختزن من فن التشخيص ما يكفي لأن يطل به في سنواته الأخيرة في ثوب جديد.
يقدم طارق لطفي في مسلسل “جزيرة غمام” شخصية شديدة الصعوبة فهو يجسد الشر في ثوبه البشري، الشيطان الغجري الذي يوسوس لكل من” يريد من الدنيا حاجة.”
وطالما أرادت النفوس ما في الدنيا كانت لخلدون اليد العليا.
قدرة طارق لطفي على تجسيد هذا الخلدون المتلون قدرة عن فهم واعي لطبيعة الشيطان الذي يتسلل إلى الجميع كل على حسب طبيعته، فهو شديد غليظ مع العايقة، مداهن متملق مع محارب، مقنع بالحجة مع يسري، ونافث للحقد مع البطلان.
ومع كل شخصية يقدم طارق لطفي خلدون غير الخلدون.
قدرة على التحكم والتلون في ملامح الوجه وطبقة الصوت ونظرة العيون وأداء حركي وتفاصيل صغيرة تصل أحيانًا إلى حركة فرك الأصابع.
طارق لطفي كنز كبير لم نكتشف منه إلا القليل.