أسوان تتزين بلوحات فنية على جدران العمارات بأنامل الفنانين مها جميل وعلي عبدالفتاح

تشهد مدينة أسوان تحولًا فنيًا ملحوظًا، حيث تزينت واجهات أربع عمارات سكنية برسومات جدارية عملاقة تجسد قصصًا من الثقافة والتراث المصري. يقف خلف هذا المشروع الفني الطموح الزوجان الفنانان، مها جميل وعلي عبد الفتاح، اللذان سخّرا خبرتهما التي تمتد لأكثر من 15 عامًا في مجال الجداريات لإضفاء لمسة جمالية فريدة على المدينة.

يهدف الفنانان، الحائزان على العديد من الجوائز والتكريمات، وآخرها جائزة الدولة التشجيعية في الفنون لعام 2024، إلى نشر الجمال والوعي الفني والثقافي من خلال أعمالهما التي تزين الشوارع والميادين.

كما يحرصان على نقل خبراتهما للأجيال الجديدة عبر مبادرات تعليمية تساعد المبتدئين على اكتشاف مواهبهم وتطوير أساليبهم الفنية الخاصة.
جداريات تحكي قصصًا من التراث.

يحمل مشروع أسوان الأخير بصمة مميزة، حيث اختار الفنانان أربع عمارات لتحويل واجهاتها إلى لوحات فنية، تروي كل منها حكاية مختلفة:

العمارة الأولى: تجسد هذه الجدارية صورة رجل مسن بملامح تعكس الهيبة والتاريخ، يرتدي الجلابية والعمة التقليدية، مما يوحي بالحكمة والصبر ويعزز دوره كحافظ للعادات والتقاليد. يظهر أسفل الرسم جزء من معبد أبو سمبل، ليربط بين الشخصية المرسومة وعمق الحضارة المصرية.

العمارة الثانية: تحتفي هذه اللوحة بالمرأة النوبية والصعيدية، حيث تمزج بشكل جميل بين ملامحهن وأزيائهن البيضاء البسيطة والحلي التقليدية. تعكس ابتسامتهن الأمل والفرح، وتتداخل في الخلفية رسومات للبيوت النوبية القديمة مع لمسات من العمارة الحديثة.

العمارة الثالثة: تُهدى هذه الجدارية إلى بناة السد العالي وشباب أسوان، وتبرز ملامحهم التي تحمل مزيجًا من التعب والفخر والقوة. رسمت الوجوه بعناية فائقة لتعبر عن الطاقة والشغف والانتماء الحقيقي للوطن.

العمارة الرابعة والأخيرة: تتطلع هذه اللوحة إلى المستقبل، مجسدة التفاؤل والخير من خلال رسم فتاة صغيرة بريئة، يحيط بها جمال النيل الخالد والمراكب الشراعية والسماء الصافية، في رمزية لمستقبل مصر المشرق.

يأتي هذا المشروع ليؤكد على الدور الهام الذي يلعبه الفن في إثراء المشهد الحضري وتعزيز الهوية الثقافية للمجتمعات، ويحول المباني الصماء إلى قصص مرئية تنبض بالحياة والتاريخ.