أيام القاهرة للدراما العربية واستغلال وزارة الثقافة المصرية
مصطفى الكيلاني
منذ سنوات ظهرت على الساحة سيدة من جنسية عربية “ع أ”، حملت تلك السيدة كومة من الادعاءات لكي تصنع لها هالة في المجتمع المصري، جعلتها تصنع فعالية من فعاليات اليوم الواحد وتطلق عليها اسم “أيام” القاهرة للدراما العربية، وتقسمها في مبنى تابع لوزارة الثقافة، وهي دار الأوبرا المصرية.
تلك السيدة تدعي أنها دكتور قانون دولي بجامعة السوربون الفرنسية الشهيرة، وأنها تقوم بالتدريس في جامعة سوهاج ضمن برنامج تعاون بين الجامعتين، وتدعي كذلك أنها بطلة راليات، وأنها رئيس قناة إخبارية في تونس، وفي نهاية الأمر أقامت تلك السيدة فعالية بدار الأوبرا المصرية
الفعالية أقيمت أمس 19 سبتمبر 2021، بدار الأوبرا المصرية، وفي اتصال تليفوني سابق مع أحد أعضاء لجنة المهرجانات التابعة لمجلس الوزراء، أكد أن تلك الفعالية لم تحصل على موافقة اللجنة، ولا تتبع وزارة الثقافة المصرية، وأشار إلى أن السيدة فقط قامت بتأجير قاعة دار الأوبرا.
جامعة السوربون
قمنا ببعض البحث، ووجدنا أن تلك السيدة العربية لا تمت بأي صلة لجامعة السوربون الشهيرة، واسمها لا يوجد ضمن هيئة تدريس الجامعة بالأساس، ولا يوجد على موقع الجامعة الإلكتروني.
رابط الموقع:
https://www.sorbonne-universite.fr/en
جامعة سوهاج
وبسؤال مسؤولي جامعة سوهاج أكدوا أن تلك السيدة لا تعمل لدى الجامعة ولا تربطها بالجامعة أي صلة نهائيا، وبالبحث داخل موقع الجامعة وصفحتها على الفيس بوك، فلا يوجد أي تعاون بين سوهاج والسوربون.
وبسؤال رئيس جامعة سوهاج الدكتور مصطفى عبدالخالق عن كيفية تواجد سيدة لا تملك شهادة ثانوية عامة ضمن المحاضرين في بعض أنشطة الجامعة، وليس التدريس للطلاب، قال إنها شاركت فقط بمحاضرة ضمن وحدة مكافحة العنف ضد المرأة، مشيرا إلى أنه يمكن لأى وحدة ذات طابع خاص الاستعانة بأي محاضر من خارج الجامعة لإلقاء محاضرة حول قضايا المرأة، وهو ما قامت به الوحدة التي كان يرأس مجلس إدارتها رئيس الجامعة السابق، مؤكدا أنه قام بتغيير المدير التنفيذي للوحدة وإسناده لعضو هيئة تدريس من قسم الإعلام، وتم تعديل معيار عمل الوحدة والتدقيق في اختيار المحاضرين في أنشطتها المختلفة.
رابط موقع جامعة سوهاج:
بطولات الرالي
وبالبحث على جوجول عن اسمها كبطلة العالم في راليات السيارات، وممثلة لبلدها فيها، كما تدعي، لم نجد اسمها في أي موقع لبطولات الراليات العالمية، ولا يوجد أي خبر في صحف بلدها حول تلك البطولات المزعومة.
معهد العالم العربي
في عام 2020 نظمت تلك السيدة فعالية لمدة نصف ساعة بمعهد العالم العربي في باريس باسم “أيام القاهرة للدراما العربية”، وبسؤال مسؤولي معهد العالم العربي، أكدوا أن قاعة المعهد يتم تأجيرها لبعض الفعاليات، وأن تلك الفعالية لم ينظمها المعهد، وليس له أي علاقة بها سوى أنها تم إقامتها في قاعته المؤجرة لتلك السيدة.
موقع معهد العالم العربي:
وفي الصورة المرفقة نجد على موقع المعهد لينك لتأجير القاعة وضعنا عليه علامة للتوضيح
أيام قرطاج
تلك السيدة قدمت من قبل دعوات لحوالي 25 صحفيا مصريا، لحضور فعاليات أيام قرطاج السينمائية، وأكدت أنها ستتكفل بالطيران والإقامة في تونس، وتواصلت مع الصحفيين، وحصلت على صور لجوازات سفرهم، ثم ادعت أنها قدمتها للسفارة التونسية بالقاهرة للحصول على التأشيرة، وظلت تماطل الصحفيين حتى ليلة إقامة المهرجان، ثم أخبرتهم أن السفارة رفضت طلبهم للتأشيرة، وأنها خسرت أموالا طائلة لحجز الطيران والفندق.
نفس تلك السيدة ادعت أنها ناقدة سينمائية تكتب باللغة الفرنسية، وحصلت على بطاقة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، في دورته الماضية، وحين بحثنا عنها في كل الصحف الفرنسية سواء في بلدها أو في فرنسا، لم نجد اسمها موجودا نهائيا، ولم تقم بأي تغطية للمهرجان أو فعالياته.
الجدير بالذكر أن كل تلك الادعاءات انطلت على الصحافة المصرية، لم ينج منهم إلا القليل، الذين اختاروا البحث وراء تلك السيرة الذاتية المزعومة، وبحكم علاقتي بأصدقاء صحفيين في دولة تلك السيدة، اكتشفت أنها فقط ورثت مالا عن والدها الذين كان يعمل لدى رئيس جمهورية سابق، وأنها لم تحصل حتى على شهادة الثانوية العامة.
فيما أكد زملاء صحفيين أن تلك السيدة لا تستطيع تكوين جملة واحدة باللغة الفرنسية، فما بالك بادعائها أنها دكتورة قانون دولي في واحدة من أكبر وأشهر جامعات العالم.
وزارة الثقافة
الحاصل أننا أمام سيدة أثرت بإحدى الطرق، تبحث عن وجاهة اجتماعية بالتقرب لعالم الفن والفنانين، وصنعت لنفسها دعما عن طريق أموالها التي تبذرها هنا وهناك، لم تجد قبولا في بلدها بعد رفض وزارة الثقافة هناك لإقامتها مهرجانا سينمائية بإحدى المدن الساحلية لديهم، فقررت أن تأتي لمجتمع جديد، تستغل جهل البعض لنشر معلومات مضللة حول شهادات ومناصب مزعومة.
الأزمة الآن في وزارة الثقافة المصرية التي سمحت باستغلال دار الأوبرا المصرية لعمل فعالية لا تتعدى ساعة ونصف، باسم مهرجان القاهرة للدراما العربية، فوزيرة الثقافة ضربت بقرار رئيس الوزراء رقم 1238 لعام 2018 عرض الحائط.
ذلك القرار الخاص بتنظيم المهرجانات، واللجنة الخاصة بالموافقة عليها والتي أناب رئيس الوزراء وزيرة الثقافة لتديرها، فالسيدة صاحبة المهرجان لم تحصل على موافقة اللجنة، ولم تقدم الفعالية لها من الأساس.