“هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون”.. حكاية نجاح بدأت فصولها قبل 30 عاماً
احتفاءً بمرور 30 عاماً على مسيرة الشارقة الإعلامية، تكشف "هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون" أبرز المحطات التي شكلت نهضتها الإعلامية، وتعرض تاريخ تأسيس خمسة قنوات تلفزيونية، وثلاث محطات إذاعية، مؤكدة رؤيتها في صناعة محتوى إعلامي نوعي يساهم في تحقيق تطلعات الإمارة واستكمال مشروعها الحضاري.
بدأت حكاية الإعلام في الشارقة عام 1989 منذ انطلاق البث في "تلفزيون الشارقة"، الذي يعد أحد أبرز وأعرق المؤسسات الإعلامية في دولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج، التي نجحت في تقديم محتوى إعلامي متكامل، يستهدف جمهوره بثلاث لغات هي العربية والإنجليزية والأُوردية.
ومنذ افتتاحه على يد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تحت اسم "تلفزيون الإمارات العربية المتحدة من الشارقة"، مثّل تلفزيون الشارقة منارة من منارات الثقافة والفكر والأدب والقيم الأصيلة في المنطقة، حيث حلت القناة منذ سنواتها الأولى ضيفاً على كل بيت إماراتي، لتقدم للمشاهدين سلسلة من البرامج الاجتماعية والثقافية والرياضية والترفيهية.
فصول الراوية انطلقت مع قناة واحدة لم يتجاوز عدد طاقم عملها في تلك السنوات 150 موظفاً، حيث بدأت عملها عبر بث أرضي استمر سبع سنوات، لتتحول من بعدها إلى البث الفضائي في العالم 1996، وتتصدر قائمة القنوات التلفزيونية العربية المحلية التي تحولت إلى البث الفضائي.
شكل استحدث تلفزيون الشارقة استكمالاً لصورة الإعلام المرئي والمسموع في الشارقة، إذ كان صاحب السمو حاكم الشارقة قد افتتح في أغسطس من العام 1972 إذاعة الشارقة تحت اسم "إذاعة الإمارات العربية المتحدة من الشارقة"، لتؤكد على مدار الأعوام الماضية مكانتها كمنبر إعلامي مميز قادر على مواكبة أحدث الأساليب والتقنيات المهنية الإذاعية، وتنطلق بهوية جديدة في العام 2015 تحت مسمى "إذاعة الشارقة".
تواصلت مسيرة الإنجازات مع حلول العام 2007 الذي شهد انطلاق قناة الشارقة الرياضية، التي كانت ولا تزال الشاشة الرياضية المتخصصة في التغطيات الميدانية لباقة متعددة من الفعاليات والبطولات الرياضية المحلية والعربية والدولية، إذ ظلت الشاشة الأولى التي تنقل دورة الألعاب للأندية العربية للسيدات، وسباقات الزوارق السريعة، وطواف الشارقة الدولي للدراجات، والدوري البلجيكي لكرة القدم، وغيرها من الفعاليات الرياضية المحلية والعربية والعالمية.
ولم تكتفِ قناة الشارقة الرياضية بالتغطية الإعلامية وحسب، وإنما باتت واحدة من المؤسسات الصانعة للمشهد الرياضي الإماراتي، إذ عملت على تنظيم عدد من الفعاليات الرياضية، أبرزها "مهرجان الشارقة الرياضية الصحراوي"، و"بطولة الشارقة الرمضانية لكرة قدم الصالات"، إلى جانب سلسلة شراكاتها الاستراتيجية ورعايتها للبطولات الرياضية المحلية.
في يوليو من العام نفسه 2007 وتنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة انطلق البث في قناة الشارقة 2، التي تهدف إلى تثقيف شريحة واسعة من المشاهدين من الناطقين بغير اللغة العربية بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، إذ تبث القناة برامج محلية في تفسير القرآن الكريم، والسيرة النبوية، بالإضافة إلى برامج دينية بثلاث لغات وهي الإنجليزية والفارسية والاوردو.
وتوجت إنجازات الشارقة في مجال الإعلام المرئي والمسموع بتأسيس "مؤسسة الشارقة للإعلام" في العام 2009 التي بدأ معها انتشار البث التلفزيوني والإذاعي يأخذ منحى توسعياً، حيث انضمت إليها شبكة قنوات وإذاعات الشارقة، كما استحدثت في سياق رؤيتها التطويرية مزيداً من القنوات والإذاعات ليصل مجموع محطاتها إلى 5 قنوات تلفزيونية و3 قنوات إذاعية، يعمل فيها أكثر من 1000 موظف وموظفة.
وسعياً منها إلى تعزيز القيم الدينية والروحية والتربوية في المجتمع أطلقت المؤسسة في نوفمبر 2012 إذاعة القرآن الكريم من الشارقة، التي تعنى بتعليم الكتاب الكريم حفظاً وفهماً وتطبيقاً، ونجحت الإذاعة من خلال سلسلة برامجها الدينية المتنوعة التي تبثها على مدار الساعة، في تقديم محتوى إعلامي مستمد من جوهر الشريعة الإسلامية، يخاطب عقول المستمعين وقلوبهم، بإشراف نخبة من الإعلاميين المتخصصين في الفقه والشريعة والتفسير، إلى جانب احتضانها لنخبة مميزة من أصوات مرتلي ومجودي القرآن الكريم.
ولم تتوقف إنجازات مؤسسة الشارقة للإعلام عند هذا الحد حيث أطلقت في فبراير 2014 "قناة الشرقية من كلباء"، التي تبث محتوى إعلامي لا ينفصل عن واقع المنطقة الشرقية لإمارة الشارقة ومقوماتها الجمالية، وما تشهده من نهضة متنامية، حيث تعكس شاشة القناة المشاريع التنموية العملاقة التي تشهدها المنطقة من كلباء، مروراً بخورفكان، ودبا الحصن والمناطق التابعة لهذه المدن، فضلاً عن تسليطها الضوء على جماليات التراث المعنوي والمادي للمنطقة بمواد إعلامية توثيقية وحوارية وتعلمية.
وبذات الفلسفة والرؤية التي كانت وراء ميلاد قناة "الشرقية من كلباء"، انطلقت في سبتمبر 2016 قناة "الوسطى من الذيد"، ليكتمل بها عقد القنوات الفضائية التابعة لمؤسسة الشارقة للإعلام، وتعمل القناة على إبراز ملامح التطور والنهضة في شتى مجالات الحياة في المنطقة الوسطى من الشارقة التي تشمل مدن الذيد، ومليحة، والمدام، والبطائح، والمناطق التابعة لها، كما تتيح لمشاهديها متابعة سباقات الهجن والصيد بالصقور والزراعة والنشاطات البرية المنوعة، والتعرف على معالم الجذب السياحي البيئي المنتشرة في المنطقة.
وكما أكملت قناة الوسطى من الذيد عقد القنوات التلفزيونية، جاءت إذاعة "بلس 95" (Pulse 95 Radio) لتنضم إلى باقة الإذاعات التابعة لمؤسسة الشارقة للإعلام، حيث انطلقت الإذاعة عبر أثير دولة الإمارات العربية المتحدة تحت شعار "قلب الشارقة" في مايو 2018، لتكون أول إذاعة ناطقة باللغة الانجليزية من الشارقة، وتطرح باقة متنوعة من البرامج الحوارية والاجتماعية، والنشرات الإخبارية التي تربط المستمعين بأهم الأحداث المحلية والعالمية، إلى جانب الوصلات الموسيقية الصوتيّة المتميزة والتي تعتمد على أسلوب "الأكوستيك".
ومثّلت إذاعة "بلس 95" إضافة حقيقية للمشهد الإذاعي في الإمارة والدولة، حيث تستضيف شخصيات محلية وعالمية في شتى المجالات، من خلال برامجها المتنوعة التي تسلط الضوء على الثراء الثقافي والحضاري الذي تزخر به الشارقة، فضلاً عن آخر التطورات التنموية والاقتصادية فيها.
وترجمةً لحرصها على تنمية القطاع الإعلامي في الإمارة، وتطوير العمل في القنوات والإذاعات التابعة لها ضمت مؤسسة الشارقة للإعلام منذ انطلاقتها مركز الشارقة للتدريب الإعلامي، وهو مركز متخصص في مجال التدريب والتطوير الإعلامي بشقيه النظري والتطبيقي، فضلاً عن الجوانب المتعلقة بإدارة المؤسسات والأقسام الإعلامية.
ولا يقتصر عمل مركز الشارقة للتدريب الإعلامي، الذي انطلق في العام 2005، على تدريب الكوادر الوظيفية التابعة لمؤسسة الشارقة للإعلام، وإنما يقدم خدمات استشارية في مجال التدريب والتطوير الإعلامي للمؤسسات الحكومية والخاصة الراغبة في ذلك، ومنذ انطلاقته وحتى الآن نجح المركز في تخريج أكثر من 4151 متدرباً.
وتماشياً مع استراتيجية الشارقة في النهوض بالعمل الإعلامي المؤسسي، أصدر صاحب السمو حاكم الشارقة، في 20 يناير الجاري، مرسوماً أميرياً بتأسيس "هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون"، التي أُلحقت بمجلس الشارقة للإعلام، لتواصل مسيرة مؤسسة الشارقة للإعلام في الارتقاء بمنظومة العمل الإعلامي في الشارقة، واستناداً إلى هذا المرسوم آلت إلى الهيئة كافة حقوق وأصول والتزامات مؤسسة الشارقة للإعلام، كما انتقل جميع موظفو مؤسسة الشارقة للإعلام إلى هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون.
واليوم وبعد مرور 30 عاماً تقود "هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون" مسيرة الإعلام في الشارقة إلى محطة جديدة، تتخذ فيها خطوات واسعة في تطوير الطاقم المهني في المؤسسات التابعة لها، والارتقاء بالمحتوى الإعلامي على مستوى الجودة والنوع، وفي الوقت ذاته التأكيد على الرؤية التي أرساها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للشارقة، باعتبار الإعلام واحداً من الركائز الأساسية لمسيرة المشروع الحضاري للإمارة والدولة.